تتركز اهمية البحث الحالي في ان المجتمع العراقي يعد واحداًمن المجتمعات التي تتعرض يومياً الى احداث صدمية كثيرة ومتعاقبة . وأن ندرة الدراسات العراقية . وخصوصاً دراسة الاطفال الذين تعرضوا لهذه الاحداث ومدى قدرتهم على مواجهتها سواء اكانت هذه المواجهة عن طريق التعرض المباشر للحدث او عن طريق سماع تلك الاحداث من خلال الناس ، قد تسبب آثاراً نفسية تتضاعف بمرور الوقت . وتأتي اهمية البحث الحالي من خلال التعرف على الاحداث الصدمية بين تلامذة الصف السادس الابتدائي والكشف عن الآثار السلبية للاحداث الصدمية على التلامذة . وبذلك تتم الوقاية من آثار الصدمات على التلامذة كافة .
ويستهدف البحث الحالي مايأتي :-1- قياس اضطراب مابعد الاحداث الصدمية لدى تلامذة الصف السادس الابتدائي .2- قياس التوافق النفسي الاجتماعي لدى تلامذة الصف السادس الابتدائي .
3- التعرف على العلاقة بين درجات اضطراب مابعد الاحداث الصدمية ودرجات التوافق النفسي الاجتماعي لدى تلامذة الصف السادس الابتدائي .
وقد أُستخدم ( المنهج الوصفي التحليلي ) في الكشف عن الاحداث الصدمية وعلاقتها بالتوافق النفسي الاجتماعي . واشتملت عينة البحث (100) من الذكور و(100) من الاناث . تم اختيارهم بالطريقة الطبقية العشوائية. وتم اعداد مقياس اضطراب مابعد الاحداث الصدمية ، وتكون المقياس من (40) فقرة . ومقياس التوافق النفسي الاجتماعي تكون من (66) فقرة وحدد بثلاثة مجالات .وفي المعالجات الاحصائية استخدم الاختبار التائي لعينة ومجتمع والاختبار التائي (t-test) للعينات المستقلة المتساوية العدد . ومعادلة الخطأ المعياري والاختبار الزائي لاختبار دلالة الفرق بين معاملي ارتباط بيرسون في عينتين مستقلتين ، اضافة الى الحقيبة الاحصائية .وتوصلت الدراسة الى النتائج الآتية :-
1- ان العينة من الذكور والاناث لاتعاني من اضطراب مابعد الاحداث الصدمية على وفق تقديرات افراد العينة وكذلك على وفق تقديرات الامهات والآباء على المقياس المستخدم لاغراض هذا البحث ، حيث انخفض المتوسط الحسابي لدرجات العينة دون الوسط الفرضي للمقياس وبمقدار انحراف معياري واحد تقريباً .2- ان التوافق النفسي الاجتماعي للعينة يقع ضمن المتوسط الفرضي للمقياس اي أن العينة كانت تتمتع بمستوى متوسط من التوافق النفسي الاجتماعي .3- توجد علاقة سالبة دالة احصائيا بين درجات اضطراب مابعد الاحداث الصدمية ودرجات التوافق النفسي الاجتماعي لعينة البحث . وكانت الفروق بين معاملي الارتباط للذكور والاناث ليس ذا دلالة احصائية عند مستوى (0،05) .
وعلى ضوء هذه النتائج توصل البحث الى عدد من التوصيات والمقترحات .