اهمية البحث والحاجة اليه
لم تعد التربية في الوقت الحاضر اعتباطا وتخبطا ، أنها علم وفن ، نظر وعمل ، اجتهاد وتطبيق ، اختصاص وابتكار والمربي ، أبا ، إما أو معلما أو زعيما أو مصلحا اجتماعيا ، أصبح بحاجة ماسة للاطلاع على التربية وفكرها التربوي والتعمق في أساليبها ووسائلها ( عاقل ، 1978 ،ص 3 ) .
إن بناء المجتمع أو التربية ،لايمكن إن يكون لهوا ولعبا ، والحق إن بناء المجتمع بناء صحيحا لايمكن ألا إن يكون على أساس من الماضي والحاضر والمستقبل ، الماضي بخصائصه وتراثه ، والحاضر بواقعه والأمة والمستقبل بآماله وأهدافه ( عاقل ،1978 ،ص 180 ).
لذا جلب تطور المجتمعات البشرية عبر العصور التاريخية حضارات وثقافات مختلفة ,وكان بالضرورة إن تتضمن نتاجات تلك الحضارات والثقافات محتوى الفكر البشري من تربية وعادات وفلسفات وغيرها من مكنونات الثقافة .وإن نظرة معمقة إلى خارطة الفكر البشري ،نجد الفكر العربي الإسلامي على مساحة واسعة من الخصوبة والنتاج بفعل نشاطات فكرية في جوانب مختلفة .
وما يميزتلك الافكارهو الفكر التربوي العربي الإسلامي والذي يتميز بالأصالة والتفتح فالأصالة تعني إن دقائق الفكر التربوي العربي الإسلامي وجزيئاته هي أجزاء ودقائق عربية وإسلامية ، لذا يميزه من غيره وبقدر ما يكون الفكر التربوي أصيلا ماله وما يميزه من خصائص فهو منفتح بصفته جزء من الفكر الإنساني ( الموسوي ، 2000 , ص9 ) .
لذا نرى إن الفكر التربوي تبؤا مكانة ممتازة لدى العلماء المسلمين باعتباره السبيل الذي ينير العقول ويفتح إمام الأمة سبيل التقدم والنهضة والتطور وهذا يعتمد على العلماء والمفكرين التربويين .
لذا فان الغاية من دراسة هذا الموضوع هي إلقاء نظرة على الفيلسوف الكندي وما يحمله هذا الفيلسوف من أفكار وأراء علمية وفلسفية وفكرية وتربوية.