ملخّص البحث
حاول البحث دراسة أحوال الأدب العربى تحت الممالك أو الإمارات الإسلامية فى قارة أفريقيا الخضراء. ولضيق نطاق البحث ركزنا الجهود علي إمارة إلورن فى نيجيريا لتكون مرآة تنعكس فيها آثار هذه الممالك فى الأدب. ولتحقيق الغرض المنشود من البحث عرضنا نبذة طفيفة عن تاريخ ظهور الممالك الإسلامية فى قارة أفريقيا وأنواعها وذكرنا الذين لعبوا أدورا ملموسة فى تأسيسها وتحديد عهود كل منها على حدة، قبل فصل الخطاب حول إمارة إلورن التى صورنا موقعها الجغرافى وبينا عوامل نشأتها وتوسيع رقعتها ونفوذها إلى البلدان المجاورة لها، وذلك قبل نقاش الأدب تحت ظلها. وعند نقاش ذلك أمعنا النظر فى الأطوار التى مر عليه، والمؤثرات التى أدت إلى تطوره وازدهاره حينا وهبوطه حينا آخر ونهوضه أخيرا. كما خصصنا الكلام حول تأثيره في الآداب الأجنبية الأخرى فى الإمارة. ونتيجة لذلك كله أدركنا أن وصول الشيخ عالم بن جنتا وأبنائه إلى أرض إلورن واستعانته بعلماء ربوة السنة، الذين أدركهم الشيخ فى مدينة إلورن، وتوافد العلماء من مختلف الأماكن الإسلامية، داخل نيجيريا وخارجها، إلى إلورن أدت إلى قيام الدولة الإسلامية فيها فظهرت إثر ذلك حركة أدبية علمية عربية عجيبة تصبغت بصبغة إسلامية. بدأ هذا الأدب ببطء بأسلوب محاكاة العرب وتقليدهم فى نظم الشعر وتأليف النثر الفني ثم تطور أخيرا إلى درجة الإبتكار والأصالة، فضعفت شوكتها عند حلول المستعمرين فى نيجيريا، ونهض من جديد بفضل تأسيس المدارس النظامية العربية فى البلاد. وزاد هذا النهوض نشاطا عندما استقلت نيجيريا وفتحت السفارات العربية أبوابها على مصراعيها فى نيجيريا الذى من إثر ذلك توافدت البعثة العلمية إلى بلاد العربان ورجعوا إلى أهاليهم متمكنين فى أسرار اللغة العربية وآدابها. فتقمص الأدب على أيد هؤلاء وإخوانهم الذين تخرجوا في جامعات نيجيريا بزي جديد رائع يوافق روح العصر الجديد، صفاته التنميق والأصالة والروعة وحسن الديباج وفوق ذلك كله إسلامي يطرق الفنون الأدبية بأجمعها بشكل مدهش. وأدرك البحث أن الأدب العربى فى هذه الإمارة أثَر فى الآداب المحلية الأخرى ففى ناحية الشعر ظهر شعر شعبى باسم "واكا إلورن". أخيرا وجد البحث أن هناك مخطوطات عربية من أعمال أدباء إمارة إلورن لا تزال في خبايا الطمور، تضطر الي المنقح والمحقق والناشر فدعا البحث إلي الإسهام في هذا المضمار،هل من مسهم؟