مشكلة البحث:
تعد مناهج كليات التربية العمود الفقري لإعداد مدرسين تربويين تقع على عاتقهم مهمة تربية وتعليم الجيل الذي سيتحمل مسؤولية بناء المجتمع وتطويره من خلال بناء وإعداد الأفراد في العديد من المجالات. ولما كان التغيير والتطوير المستمرين هما من السمات المميزة للعصر الذي نعيش فيه لذا تتطلب العملية التربوية مراجعة مستمرة لمناهجها بغية تقويمها وتطويرها بما يتناسب ومتطلبات العصر(وزارة التعليم العالي والبحث العلمي،1998، ص3).
ومن المناهج التي تدّرس في أقسام العلوم التربوية والنفسية في كليات التربية بالجامعات العراقية وبالذات في المرحلة الرابعة – مادة فلسفة التربية – التي تعد جزءاً مهماً من تلك المناهج، إذ تستهدف تنوير عقل المتعلم عن طريق تزويده منطلقات الفكر التربوي للمدارس الفلسفية وتصوراتها التربوية وفي سياق تاريخي متعدد.
وعلى الرغم من أهمية مادة فلسفة التربية مثلها مثـل بقية المواد التربوية في إعداد الطلبة لمهنة المستقبل إلا أننا نلاحظ أنه:
- لم يجرِ أي تقويم لهذه المادة بالذات في قسم العلوم التربوية والنفسية (وحسب علم الباحث).
- تدني مستوى تحصيل الطلبة في المادة، وقد تأكد من ذلك من خلال مراجعة درجات الطلبة في السنوات السابقة والحالية من أجل التعرف عليه بوصفها مؤشر للكشف عن نقاط الضعف والقوة.
- بما أن مادة فلسفة التربية مادة أساسية في القسم صار أن يجري عليها التطوير والتجديد باستمرار في أهدافها ومحتواها وطرائق تدريسها وأساليب تقويمها، مع الأخذ في الحسبان التحولات المستمرة التي يفرضها منطق العصر الذي نعيش فيه.
- إن فلسفة التربية كمنهج دراسي يتميز بالصعوبة نسبياً، إذ إنها ذات لغة بمستوى رفيع متضمنة كثير من المفاهيم المجردة، فإنها تحتاج إلى طرائق ووسائل حديثة ومناسبة لكي تجعل من الطالب يتفاعل مع المادة ويستوعبها.
إن إبقاء المناهج الدراسية على ما هي، دون إخضاعها لتقويم علمي مستمر في ضوء ما يستجد من أهداف وأساليب، أمر يؤدي إلى تعويق خطير في مجمل العملية التربوية. وبما إن المنهج الدراسي هو لب العملية التربوية وهو يعكس اتجاهات المجتمع ومن خلاله يحدث أي تطوير أو تحسين وعليه يتساءل الباحث هل من الممكن الإبقاء على منهج دراسي معين لمدة عقد من الزمن دون إحداث أي تغيير فيه خاصة ونحن نشهد التطورات الهائلة والحاصلة في العالم ؟ قطعاً سيكون الجواب كلا.
لذا، فإنه ينبغي على المؤسسات التعليمية للمراحل الدراسية كافة أن تعيد النظر في مناهجها الدراسية إذا ما ثبت عدم كفايتها وذلك من خلال إجراء عمليات تقويم بين آونة وأخرى.
استناداً إلى ذلك، قام الباحث بإجراء هذا البحث.