ليس ثمة شك أن الجرائم الإرهابية بأنواعها وأساليبها المختلفة، تعد الآن أخطر الجرائم التي تهدد أمن المجتمع واستقراره على المستويين الداخلي والدولي على حد سواء. فالإرهاب يعد أحد أكبر المشكلات التي يواجهها المجتمع الدولي والدول الكبرى في عصرنا الحاضر، إلى الحد الذي اطلق البعض على هذا العصر بـ (عصر الارهاب)، لما شهدته الساحة الدولية والأقليمية والمحلية من تصاعد في أنشطة التنظيمات الارهابية، إذ تنوعت وتعددت أساليبها في ممارسة أنشطتها، حتى غدت تلك الظاهرة تمثل تهديداً مباشراً للأمن والاستقرار وعائقا" يحول دون التنمية والتطور. فلم تعد عواقبها قاصرة على الأفراد أو الجماعات، وإنما امتدت إلى حد تهديد الدعائم والركائز الرئيسة للدولة.
لذلك، فإن تشخيص اسباب ظاهرة الارهاب أولاً، والحد منها ثانياً، ومعالجتها ثالثا"، ضرورة اجتماعية ومسؤولية أخلاقية قبل أن تكون قانونية.
وليست منظمات المجتمع المدني بمعزل عن أداء هذا الدور المهم في الوقاية من الارهاب ومعالجته ، بل هي مسؤولة كامل المسؤولية عن النهوض بواجباتها الاجتماعية للحيلولة دون تنامي ظاهرة الارهاب وتفاقمها.
مشكلة البحث:
استشعاراً بأهمية الجريمة الارهابيه وخطورتها، وأهمية دور مؤسسات المجتمع المدني على صعيد الأسرة والمؤسسة التعليمية والمؤسسة الدينية والمؤسسة الاعلامية والمؤسسات الترفيهية في الوقاية من الارهاب ، تتركزمشكلة هذا البحث.