ان العولمة هي ظاهرة العصر وبحكم شمولية ابعادها وعمق اثارها اصبحت قضيتها تثير جدلا واسعا بين الباحثين (واصحاب القرار) متضمنا المصطلح والمفهوم والتجليات والمضمون والوسائل والاهداف، ولقد بدأت ملامح وخصائص هذه الظاهرة تتسارع لتشكل الهندسة الجديدة لاقتصاد القرن الحادي والعشرين وفي ظل هذا الاتجاه نحو تقسيم العمل الدولي ظهرت نتائج ومزايا عكست مديات التغيرات على مجمل الحياة الاقتصادية والاجتماعية للمجتمعات الانسانية، واصبحت مناقشة ودراسة اثارها على الاقتصاديات النامية ولا سيما تأثيراتها في سوق العمل من الاولويات المهمة جدا، نظرا لما تتمتع به بعض الدول النامية من ميزة نسبية تتمثل بوفرة عنصر العمل الرخيص قياسا بالدول المتقدمة وان انتشار التكنولوجيا والمعلوماتية وسهولة انتقال رؤوس الاموال ادى الى تغيرات في نوع العمالة المطلوبة وتوفير فرص العمل ومترافقا مع انحسار دور الدولة وتعاظم دور السوق، واتساع ظاهرة البطالة في كثير من الدول النامية منها والمتقدمة. وفي ضوء المتغيرات الدولية والتطورات التكنولوجية والتدفق الهائل للمعلومات وما تبعها من المتغيرات في نمط ووسائل وفنون الانتاج مع تغير سريع في المهن وظهور مهن جديدة تتطلب نوعية معينة من القوى العاملة ومهارات ومعارف متعددة، يستشعر الجميع زيادة الطلب على التدريب واعادة التدريب وضرورة العمل على معالجة سلبيات سياسات التعليم والتدريب والتشغيل ومواجهة اكبر التحديات التي تواجهها احتياجات سوق العمل المتغيرة من حيث حجم ونوعية العمالة المطلوبة.
وجاء البحث كمحاولة لتوضيح مدى تأثير ظاهرة العولمة في العمالة والبطالة ومن ثم تأثيرها على سوق العمل المصري.