ينقسم الاتجاه الأساسي الذي يجري مناقشته في هذه الورقة إلى مستويين: الأول يركز على تحديد مضمون العلاقة بين الشفافية والفساد، فضلا عن توضيح الدور الذي يمكن أن تؤديه أخلاقيات الأعمال، لتثار التساؤلات هي: هل أن الشفافية والفساد متغيرين مرتبطين معا؟ وهل تؤثر الشفافية في الفساد؟ وهل أن وجود الشفافية كفيل بإزاحة الفساد، أم نحتاج إلى شيء أخر يدعم عملية الشفافية؟ وإذا تم التحدث عن الشفافية كمصطلح بدون وجود ممارسات وأفعال تصحيحية على ارض الواقع، فهل ستحظى المنظمة بالمصداقية؟ وما هو دور أخلاقيات الأعمال في كل ذلك؟ وهل يمكن لأخلاقيات الأعمال بالفعل أن ترتقي بالأداء، إذا تحقق التكامل مع الشفافية؟ وأخيرا ما هو الشكل الذي ستكون علية المنظمة إذا ما نجحت في هذا المسعى الحثيث؟ وبالنسبة للمستوى الثاني لتوجه المناقشة، فيتحدد بوعي وإدراك وثقافة وشخصية المدراء والمرؤوسين والقدرة على التعلم والتكيف، فكلها عوامل بألتاكيد يمكن ترجمتها إلى عناصر لتحكم المدراء والمرؤوسين والتي تسهم في تشكيل الفعل الإداري. وان عدم توازن هذه القوى بين المدير والمرؤوسين سيؤدي إلى حصول نزعة وميل من قبل الجانب المهيمن إلى احتواء الجانب الأضعف. وضمن عملية الاحتواء التي تحدث تبرز مجموعة من التحديات التي تواجه المدير. إذ أن على المدير أن يقوم بعملية احتواء الآخرين، ولكي ينجح في هذه العملية يجب أن يمتلك نقاط تحكم اكبر من تلك التي يمتلكها المرؤوسين.
ولذلك ماذا يحدث إذا لم يمتلك المدير نقاط للتحكم؟ وماذا يمكن أن يحصل فيما إذا كانت الجهة التي تمتلك نقاط التحكم تتسم بسلوك غير أخلاقي؟ وما هي العلاقة بين القوة والسلوك الأخلاقي بالفساد الإداري أو بأشكال الفساد الإداري التي يمكن أن توجهها المنظمة؟ أن كل هذه التساؤلات تمثل جوهر هذا الورقة التي سيتم مناقشة الأبعاد الأساسية التي تتعلق بالقوة والأخلاق عبر العلاقة التفاعلية الموجودة بين المدير والمرؤوسين.