يعد نظام الادارة البيئية (Environmental Management System)، والذي يرمز له أختصاراً ( EMS ) ، أحد الاسس المهمة التي تمكن المنظمة من السيطرة الفاعلة على مستوى الاداء البيئي المتميز للمنظمات، فهو يطبق مواصفات قياسية خاصة بالمراجعة الموضوعية، ويوفر هيكلاً وطريقة لتطبيقها في جميع نواحي العمل، وبما يضمن الوفاء الكامل للمتطلبات والتشريعات والقوانين البيئية التي تنسجم مع رغبات المجتمع و تطلعاته. وتعد النشاطات الصناعية، من أهم المصادر الرئيسة التي تؤثر في البيئة المحيطة بها، وذلك عن طريق توليد الملوثات والنفايات الصناعية على أختلاف أنواعها الغازية والسائلة والصلبة. ولذا لا يمكن القول أن صناعة ما ذات جودة، بدون وجود رقابة بيئية عليها. وبالتالي هذا ما يجعل المنظمات أن تهتم بادارة الجودة الشاملة للبيئة ( Total Quality Environment Management )، والتي يرمز لها أختصاراً ( TQEM ) ، اذ أن لها من السمات والخصائص ما يدعوها لدراستها وإداراك مفاهيمها بالقدر الكافي، لاسيما وأنها توفر الكثير من كلف الانتاج والعمليات ، وتمنح الزبائن سلعاً وخدمات ذات جودة متميزة بيئياً وصناعياً، وبحيث يمكن الاستفادة منها بشكل كبير في مجال المنافسة، وكسب الارباح ، وزيادة الحصة السوقية، والتوسع المستقبلي ايضاً. وهذه الورقة البحثية ذات الطبيعة النظرية البحتة، تهدف إلى تمكين الباحثين و الممارسين والمهتمين من الاطلاع على فلسفة إدارة الجودة الشاملة للبيئة، بكل ما تتناوله من مفاهيم، وعناصر، وأداوات، واثار، وأليات تنفيذ، والاستفادة منها في أجراء التطبيقات الصحيحة على مستوى المنظمة الصناعية، فضلاً عن التعريف بابرز المعوقات والاخطاء الشائعة في تنفيذ هذه الفلسفة على نحو ملائم.