اصبحت اللغة الانكليزية اللغة العالمية الأوسع انتشاراً في العالم ، في حين لم تكن هذه اللغة معروفة جيداً خارج بريطانيا حتى النصف الثاني من القرن الثامن عشر(1)، ورافق هيمنة الانكليزية تسلل وتغلغل للقيم وطريقة الحياة الامريكية بجميع دلالاتها الصارخة .
وقد استغلت اللغة الانكليزية جو العولمة الاقتصادية والثقافية والتطورات التقنية في مجال الاتصالات وخاصة شبكة الانترنيت افضل استغلال لتأكيد هيمنتها وتوسيع شبكة انتشارها وتقوية نفوذها في العالم اجمع . فما ان ادركت القوى الاقتصادية الامريكية الاهمية البالغة لموارد المعلومات في اقتصاد مابعد الصناعة (اقتصاد المعرفة) حتى اخذت تشحذ اسلحتها اللغوية تهيئة لصراع دولي متوقع على ساحة الثقافة، فلقد فتحت تكنولوجيا المعلومات الكثيفة لغوياً ، الباب على مصراعيه امام الولايات المتحدة لكي تجعل من شيوع اللغة الانكليزية رأس الحربة في تنفيذ مخططاتها لسيادة العالم معلوماتيا وثقافيا واقتصاديا . وتمارس الولايات المتحدة حالياً من خلال مؤسساتها الاعلامية والاقتصادية والتكنولوجية اساليب مبتكرة من الضغط اللغوي لا ترحم احدا عدوا أو حليفا كبيرا ام صغيرا . وقد اصبحت اللغة الانكليزية الامريكية لغة الثقافة الكونية ، وحسب مصطلحات العولمة الثقافية فان (انكليزية الملكة) تزيد قليلا عن كونها لهجة ذات الفاظ طنانة يستخدمها المعلنون الذين يرغبون في الوصول إلى المستهلكين الامريكين من الطبقات العليا الذين يتأثرون بها .