ملخـــص البحــــث
كان لشاعرنا أبو محجن الثقفي فضل السبق في ميادين القتال ومبارزة أعداء الإسلام في المعارك ، وكان له صولات وجولات مميزة وهو معروف بشجاعته في الحرب ومواقفه في القتال. وفي ميدان الشعر هو شاعرٌ فذٌّ خَبَرَ فنون الشعر وكيفية إيراد المعاني مواردها ، وهو يناسب بين المواقف وكل حالة مع القصيدة التي يكتبها، وكل قصيدة نظمها إنما هي في حادثة ألمت به فأثرت في نفسه ، وعاشها حالاً واقعاً في زمنه وتأثر بها فأوقدت موهبته الشعرية .
وإن معظم أبيات شعره في قصائده تدل على صدق مشاعره ووضوح تجربته الشعرية ومقدرته على النظم والارتجال ، فقد كان الشعر ينساب على لسانه انسياباً من دون تكلف أو تعقيد أو إرغام للنصوص دونما معرفة .
ولكنه على الرغم من إجادته في الشعر كان شاعراً مقلاً ، إلا أن هذه القلة من الأبيات التي وصلتنا واستطاع علماؤنا جمعها إنما هي تعد من روائع الشعر العربي وجانب من إبداع الشاعر في نظم القصيد ، وأعجوبة في الإجادة والسبك في بث الصور وكذا الأوزان والقوافي ، وذلك من أهم الأسباب التي دعتني لاختيار شعر الشاعر .
وإنما كان جل اهتمامي وأنا أبحث في مكنونات فرائده ودرر بلاغاته أن أبحث في الصور التي تجلت لنا وأوردها الشاعر في قصائده ومقطعاته ، فاستقرَّ عنوان البحث (تجليات الصورة الشعرية البلاغية في ديوان أبي محجن الثقفي) ، فكان ميدان البحث منصباً في الصورة الشعرية البلاغية وتجلياتها في شعره .
ابتدأ البحث بمقدمة ومبحثين : المبحث الأول : تجليات الصورة الشعرية في الفخر وذكر الملاحم البطولية . والمبحث الثاني : تجليات الصورة الشعرية في وصف الخمرة وولعه بها ثم ذمها وتركها . وخُتِمَ البحثُ بالخاتمة وأهم النتائج . تلتها قائمة بالمصادر والمراجع .