ملخّص البحث
تميّزت اللغة العربية بوجود ظاهرة الإعراب كاملة فيها، ويُعدّ الإعراب من أكثر خصائص العربية وضوحًا؛ لأن مراعاته في الكلام هي الفارقُ بين المعاني التي يمكن أن يقع اللّبس فيها.
وليس من شك أن القرآن العظيم قد نزل مُعرَبًا وحفظته العرب ونقلته إلينا مُعربًا، كما تناقلوا أحاديث نبيِّهم عليه الصلاة والسلام كذلك، وفعلوا مثل ذلك عند حفظهم أشعار العرب قبل الإسلام وبعده ونقلهم إيّاها إلينا.
وكان قد جذب انتباهي البَوْن الذي أجده بين بعض التوجيهات الإعرابية وبُعْدها عن المعنى الذي يوحي به السياق، وسأحاول في هذا البحثأن أقف على جانب من ذلك.فقد حُمل على ذلك بعض ما جاء في القرآن الكريم وحديث النبيّ صلى الله عليه وسلم وأشعار العرب، وهذا من باب المَيل مع المعنى والإعراض عن اللفظ جانبًا وهو باب جليل من علم العربية. ولست معنيًّا في هذا البحث فيما اختلفت حركاته الإعرابية، وإنما يعنيني ما تعاقبت عليه المعاني وكانت حركته واحدة.
وآثرت تقسيم ما وقفت عليه في كتب النحو والتفسير على الطريقة التي درج عليه النحويون في تقسيم أبواب النحو وهي: المرفوعات والمنصوبات والمجرورات وما جاء في باب الشرط، موردًا إياها على وجه التمثيل وليس الحصر، واللهَ أسأل التوفيق والسداد فيما أكتب.