ملخـــص البحــــث
لا يخفى على كلّ طالب علمٍ أنَّ العمل على نشر العلم الشرعي من أقرب القربات إلى رب العباد والأرض والسموات وخاصةً فيما لو تعلّق الأمرُ بعلم أصول الدين وتوحيدِ الله وردّ الشبهات التي تتعلق بقدم المادّة وعناصرها التي كانَ لها الأثر السلبي في تهافت عقول الفلاسفة الإيليين ومحقُ إيمانهم قولاً واعتقادا .
يُوضّحُ بحثنا ( الهيولى بين المُتكلمين والفلاسفة ) مَساراً هامّاً في اثبات قدم مادة العالم وعناصرها عند فلاسفة الإغريق وأطلقوا في مناظراتهم الفكرية مُسمّيات تمثلت بالمادّةِ والصورة تارة واحيانا بالجوهر والجسم .
ثُمَّ تأثّرَ بهذه الأفكار والمُصطلحات بعضُ فلاسِفة الإسلام ومالوا حتى غالوا فأثبتوا مع قدم الهيولى قُدماء خمسة .
أمَّا عُلماءُ الكلام فقد وظّفوا هذا المصطلح في إثبات حدوث المادّة وتحيُّزِها وتركيبها وتغيّرهِا واستعملوه لنقدِ ما ذهبَ إليه الفلاسفة منْ كون المادّة قديمة كقِدمِ الله تعالى ومعلولة عنهُ ( تعالى الله عمَّا يقولون علواً كبيرا ) ، ولو أنَّ فلاسفة اليونان ومن على شاكِلتهم عَقِلوا عن الله لأبصروا الحق في الكون المشحون بدلائله اليقينيّة على وجوده تعالى .