سجلت الدولة الجزائرية محاولتين من أجل التنمية، بهما أرادت القضاء على كل مخلفات الاستعمار الفرنسي، من فقر وجهل وأمراض وحرمان من أبسط ضرورات الحياة، كما عملت جاهدة على أن تكون دولة لها مكانة في صفوف الدول الصاعدة على الأقل، لما حباها الله من موارد مادية ومالية وبشرية، وموقع جيو استراتيجي، قلت مثيلة في العالم، بالنسبة لمساحتها الجغرافية الكبيرة وتنوع تضاريسها الطبيعية، وترتيبها المتقدم في الطاقة والحديد خاصة، والكوادر المتخصصة، وكذا تاريخها النضالي الذي بات إنموذجا لكثير من الدول التي حدت حدوها في نيل استقلالها، ونظرا لكون مسيرة التنمية تجاوزت النصف قرن، باعتبار أن الاستقلال كان في عام 1962م، والواقع الاقتصادي والاجتماعي الذي لم يكن في المستوى المطلوب، يجعلنا نتساءل عن الأسباب الحقيقية التي تقف حائلا أمام تحقيق تنمية مستدامة تساعد على الإقلاع نحو مصاف الدول المتقدمة، هذا ما جعلنا نعرض مشكلة البحث محل البحث للوقوف على شروط نجاح التنمية من جهة، وأسباب الإخفاق من جهة ثانية.