فقد تناولت في موضوعي هذه الآية الكريمة فقد جاء في هذه الآية تعليم من الله عز وجل لرسوله (ص) فلكل داع الى الله من أمته, اسلوباٌ يدعوا به الناس ومحاجة الكافرين بالقرآن, وفيها بيان من الله عز وجل بأنه سيري الناس في المستقبل بعض آياته في كونه, وهي آيات دالات على أن القران حق منزل من عند الله جل جلاله, وليس من وضع البشر, فالناس عاجز عن معرفة الآيات الباهرات التي سيريها الله عز وجل للناس في كونه , وقد أخبرهم عنها في القرآن.
أن التفكر في خلق الله جل جلاله، والتدبر في كتاب الكون المفتوح، وتتبع يد الله المبدعة، وهي تحرك هذا الكون العجيب، وتقلب صفحات هذا الكتاب هو عبادة لله من صميم العبادة، وذكر لله من صميم الذكر لو اتصلت العلوم الكونية التي تبحث في تصميم الكون، وفي نواميسه وسننه، وفي قواه ومدخراته، وفي أسراره وطاقاته؛ لو اتصلت هذه العلوم بتذكر خالق هذا الكون وذكره، والشعور بجلاله وفضله؛ لتحولت من فورها إلى عبادة لخالق هذا الكون وصلاة، ولاستقامت الحياة بهذه العلوم واتجهت إلى الله, ولكن الاتجاه المادي الكافر، يقطع ما بين الكون وخالقه، ويقطع ما بين العلوم والحقيقة الأزلية الأبدية؛ ومن هنا يتحول العلم أجمل هبة من الله للإنسان الى لعنة تطارد الإنسان، وتحيل حياته إلى جحيم منكرة، وإلى خواء روحي يطارد الإنسان كالمارد الجبار.