ان استمرارية دول منطقة الشرق الاوسط بالسعي نحو حيازة القدرات النووية تعد في حد ذاتها كابحاً او محدداً اساسياً حيال انشاء منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل، فضلا عن عدم توافر الضمانات الكفيلة لا رساء مقومات الامن فيما بين دول الشرق الاوسط، مما ينعكس بالمحصلة سلبا على مقتربات الامن الاقليمي والدولي لمنطقة الشرق الاوسط، وبما يؤدي بطبيعة الحال الى ان تنتهج دولها سياسات امنية متعارضة ازاء بعضها البعض ضمن اطار تامي مستويات التسلح النووي لتحقيق نوع من التوازن تجاه القدرات النووية لكل من هذه الدول، ومن ثم المزيد من السياسات التسليحية النووية في المنطقة، مما يتطلب جهداً دولياً واقليمياً لضبط مستويات الانتشار النووي في منطقة الشرق الاوسط، وعليه فقد اصبحت مسالة الحد من انتشار اسلحة الدمار الشامل من المسائل المركزية في مضامين الاستراتيجية الامريكية لمرحلة ما بعد الحرب الباردة، ولاسيما بعد احداث 11 ايلول 2001، وذلك نتيجة بروز قناعات مفادها: ان هناك علاقة ترابطية ما بين انتشار اسلحة الدمار الشامل ومسائل مكافحة الارهاب عالمياً