توافدت إلى الساحة النقدية اللغوية والأدبية الحديثة مصطلحات من بيئات مختلفة، امتلك بعضها فضيلة المواءمة لمشارب متنوعة مما أهّله لإمامة العنوان في دراسات متعددة ،هذا ما كان من شأن( استراتيجية) ذلك المصطلح العسكري الرحّال إلى حقول العلوم الإنسانية ،فلقدرته التفاعلية استقبلته في حضرة البلاغة رفيقاً لمحسن بديعي تسلّط في التصوّر المنهجي بمفهوم الانسجام اللفظي، ذلك هو( المشاكلة) التي تعني ذكر الشيء بلفظ غيره لوقوعه في صحبته ،هذا المنظور التراتبي الذي ساد عصور التراث هو ما عنيته ب (تسلّط )،فهو يملي العلّةويجعل منها حُلّة جاهزة تُلبَس لنماذج المشاكلة كلها ،مما يحجّم التفكير في المقصد وتتبّع المعنى الذي استدعاها ومنحها سلطة مهابة في النص ،فللمشاكلة استراتيجية في تشكيل النص على وفق ما يقتضيه الحال، والكشف عنها هو المسعى والمبتغى في هذه الدراسة التي مكثتْ عند شواهد قرآنية لحقتها تساؤلات أغرى بها أمران:الأول ورود ألفاظ دالّة على معانٍ لا يمكن إثباتها في حقّ الله تعالى، والثاني توظيف ألفاظ خارجة عن المقتضى الدلالي لظاهرها في التشريع والعرف وهذان الأمران هما المحوران اللذان رصدت عبرهما تطبيقات المشاكلة التي اعتلى عرشها ملمحان أحدهما مقامي والآخر أسلوبي فتحا أبواباً في التعليل والتفسير … Read more