يسلط هذا البحث الضوء على إحدى الظواهر اللغوية وهي ظاهرة "التركيب"، من حيث مفهومها ونشأتها وقدمها وتصنيفها وضوابطها، ومن ثم يتطرق البحث إلى طرق صياغة التركيب وأنواعه ووظائفه في اللغات السامية الثلاث: السريانية والعربية والعبرية، عن طريق استخدام أسلوب المقارنة اللغوية بين تلك اللغات. ويعد التركيب من موارد الاختصار في ألفاظ اللغات وعباراتها، ومراده: ضم مفردتين بعضهما إلى بعض من دون أن يحذف منهما شيء لتكوين مفردة جديدة تحمل معنى اللفظتين بصيغة واحدة. ومن ذلك مصطلح (برمائي) و(رجل أعمال) وما إلى ذلك. وقد توهم أغلب المحدثين بعدّهم التركيب نحتاً أو النحت تركيباً في حين أن الفارق بينهما واضح، فالنحت يحذف من المفردات المساهمة في تشكيل المفردة الجديدة: المنحوتة، حرفاً أو حرفين أو أكثر، في حين تبقى المفردتان المشكلتان للتركيب على حالهما من دون حذف. وتجدر الإشارة هنا إلى ما يذكره النحاة ويؤكدونه بشأن التركيب وهو أنه: خلاف الأصل، إذ الأصل في المفردات الإفراد، لذا لا يحكم على مفردة بالتركيب ما لم يوجد دليل قاطع على ذلك. والتركيب يكون في الأسماء والحروف دون الأفعال، قال ابن عصفور: "لم يوجد في الأفعال ما هو مركب". والمركب عند الفلاسفة وأهل المنطق ما يدل جزء لفظه على جزء معناه. وعند النحويين "ما تركب من مفردتين فأكثر". وذكر الشيخ العطار في حاشيته على شرح الأزهرية أن أكثر النحاة على أن المفرد ما تُلفِظَ به مرة واحدة، والمركب ما تلفظ به مرتين. والواقع أن المركب لا يتلفظ به مرتين وإنما مرة واحدة كالمفرد، ولكن لأنه يتلفظ بكل جزء من أجزائه – وأقلّ ما يتألف المركب من جزأين – جُعلَ التلفظ بجزئه تلفظاً بكلّه فعندما يُتلفظ بجزئيه فكأنما تُلفظَ به مرتين. وهذا التعريف مبني على تعريف أهل المنطق السابق "ما يدل جزء لفظه على جزء معناه". فإذا كان جزء المركب يدل على جزء معناه فكأنّ التلفظ بالجزأين تلفُظ به مرتين. ولكل جزء قبل التركيب معنى، فإذا ركب الجزءان أفاد مجموعهما معنى جديداً لم يكن لأي واحد منهما قبل التركيب. ويسلط هذا البحث الضوء أيضا على أهم أنواع التركيب في اللغات السامية الثلاث: السريانية والعربية والعبرية مثل: المركب المزجي، المركب اللحوقي، المركب العددي إلخ. وينتهي البحث بتصنيف لأهم الوظائف والأدوار التي يلعبها التركيب اللغوي في اللغة السريانية وكذلك شقيقتيها في عائلة اللغات السامية: العربية والعبرية، والتي تلخصت بالآتي: صياغة الأساليب النحوية والبلاغية، تكثير المباني والمعاني، صياغة أسماء المخترعات والمصطلحات العلمية.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم اجميعن.
وبعد...
فان من أعظم مظاهر اعجازه البياني ذلك التشابه العجيب بين كثير من آياته ، وقد اكتفيت في هذا البحث عن موضوعين ، وقد بينت التشابه بوصف اللفظي حتى لا ينصرف الذهن الى المتشابه المقابل للمحكم ، وقد اظهر البحث سمة الترتيب ، ولاسيما الترتيب داخل الجملة ، ويتضح ذلك في موضوع التقديم والتأخير بين الجمل في ا
... Show Moreظهر التقييس كمفهوم لقياس الضرائب وتحديد الأجور والرواتب منذ مدة ليست طويلة وتم استخدامه في العديد من بلدان العالم. ولاجل تحقيق العدالة في توزيع الدخول ورفع المستوى المعيشي لذوي الدخول المحدودة، اذ يتطلب من الدولة إتباع أسلوب التقييس للأجور والرواتب للموظفين ،إضافة إلى استخدام التقييس في فرض الضرائب وتحديد السماحات اعتمادا على مستوى التضخم في الاقتصاد. خاصة وان الهدف الأساسي من إتباع أسلوب التقييس هو
... Show Moreاحتل موضوع التنمية البشرية منذ مطلع عقد التسعينات من القرن الماضي مكانة مهمة في تقييم تجربة التنمية في دول العالم الثالث بشكل عام، نظراً لتأكيده على عنصر رأس المال البشري ومدى استفادة الانسان من عملية التنمية الاقتصادية.
ونظراً لما تتركه عملية التطورات الديمغرافية من آثار على عملية التنمية الاقتصادية، لذا جاء البحث ليحاول ان يربط بين مفهوم التنمية البشرية واهم المتغيرات المؤثرة فيها الا
... Show Moreيسعى البحث الموسوم (الحياد الإعلامي في القنوات الفضائية-دراسة نظرية) إلى معرفة مفهوم وأهمية الحياد الإعلامي وكذلك معرفة المعايير والمرتكزات التي يعتمد عليها القائم بالاتصال لتحقيق الحياد الإعلامي، ويعد هذا البحث من البحوث الوصفية التي تبحث في وصف الظاهرة العلمية، واستعمل الباحث منهج المسح في البحث عن المعلومات التي تخص الظاهرة الإعلامية (الحياد الإعلامي). ومن أهم النتائج التي توصل إليها الباحث أن مفهو
... Show Moreيعد الباعث الدنيء من أدق المؤشرات التي تكشف عن مقدار الخطورة الاجرامية التي تنطوي عليه شخصية مرتكب الجريمة والتي على اساسها يقدر الجزاء ، والاصل ان الباعث الدنيء لاتأثير له على وجود الجريمة ولكنه يؤثر في مقدار العقوبة ، وللباعث الدنيء مجموعة من الخصائص والتي تكفل تميزه عن غيره من الحالات التي يكون لها دلالة على خطورة مرتكب الجريمة ، وللباعث الدنيء خصوصية في بعض الجرائم المعاصرة كونه يدخل في تكوين القصد ا
... Show Moreكثير من الرسامين استلهموا من الموسيقى حاولوا مزج الالوان مع الموسيقى بتوظيف مباشر من خلال مقطوعات موسيقية ملونة او استخدام الالات والتقنيات المتعددة ، او العكس، منهم الفنان الفرنسي روبرت ستروبن فقد نقل قطعة الموسيقى المراد تصويرها على اللوحة وعمل على نغمات موسيقى (جوهان سبستيان باخ) من خلال اسقاط اللون على خطوط السلم الموسيقي فمثلا (نغمة دو C) تتراوح من البني وحتى الاحمر (نغمة لا A) من الرمادي نحو البرتقال
... Show Moreالأسطورة ذلك العالم الغريب المجهول الذي يرويه الناس بعضهم يؤمنون به وآخر يبقى بعيد الصلة عنه ولكن لا يمكن أن يشكك به وبما يعتقد به البعض الآخر، تبقى متوارثة من جيل لجيل حتى تتذكر جزئياً أو كلياً وحسب ثقافة الكائن البشري. وفي معطيات كثيرة نجد الإنسان لا يتوانى أن يوعز تلك الأشياء إلى مجهول مسيطر ومهيمن، يستطيع أن يكون متحرراً من كثير من الالتزامات والإشكالات التي يعاني منها الإنسان، وهو في هذا إنما ينتمي أو ي
... Show More