لم تعد اللغة مجرد أداة للتعبير عما يفكر به المتكلمون، إذ تعدت ذلك إلى أن تكون سبيلاً في صناعة العالم على وفق مقاربة تداولية، وقف عليها علماء البحث اللساني من أمثال أوستن و هرسل، للكشف عما وراء اللغة، وما يقصده المتكلمون، والبحث عن أفعال الكلام التي يسعى المتحدثون الى استعمالها، ولذلك اتجهت هذه الدراسة للوقوف على شعر عصر صدر الإسلام، واجراء دراسة تداولية لاستكشاف الأفعال التي كثيرا ما استعملها شعراء الإسلام في حروب الفتوح الإسلامية، وتوصل البحث الى أن بعض الشعراء استعمل افعالاً دالة للتعبير عن بعض الحالات النفسية، سواء أكان ذلك حزنا أو ألما لفقدان من أحبوا، كما استعملوا أفعالا أدت فعلاً توجيهياً، وتحمل صيغ طلبية وهو كما يتضح في قابل البحث. ولأن الدراسة تطبيقية على النصوص الشعرية، فأن ذلك قد تطلب أن يبدأ البحث بمهاد نظري يقف على البدايات الأولى للمنهج التداولي، تبعه الدراسة التطبيقية والتي انقسمت على مبحثين: كان المبحث الأول بعنوان (أفعال التعبيرات)، بينما كان المبحث الثاني بعنوان (أفعال التوجيهات)، ولقد استطاع هذا البحث أن يرصد العديد من الأفعال التي كرر استعمالها الشعراء لغرض تأكيد مقاصدهم، وما يريدون التعبير عنه، وهو ما سنقف عليه في هذا البحث.