ينطبق مصطلح الفاعلين من غير الدول على جميع القوى أو المنظمات أو الجهات التي لا تؤسسها الدولة ولا تكون طرفاً فيها، ولها هويتها الخاصة، وتتمتع بإستقلال تام عن تمويل ومراقبة الحكومات، وتمتلك مواردها الخاصة التي تضمن لها تحقيق أهدافها في البيئة التي تنشط فيها. إن الفواعل من غير الدول بوصفها كيانات إجتماعية أو إقتصادية غير حكومية ، قد جاءت نتيجة التحول الحاصل في بنية النظام الدولي والسياسة الدولية بإتجاه النظام العالمي والسياسة العالمية، وخلافاً للمفهوم السابق المتصور عن القوة والنفوذ، فإن الفواعل من غير الدول الجديدة تعتمد غالبا في إداءها "القوة الناعمة" بوصفها مصدر قوتها الأساسية، بخلاف الدول التي تضع "القوة الصلبة" في أولى أولوياتها ولم تلجأ الى مفهوم "القوة الناعمة" إلا في العقود المتأخرة. وفي العموم فإن دراسة ظاهرة تعدد الفاعلين الدوليين يؤدي إلى تناول الأدوار أو النشاطات الجديدة التي أخذت تؤديها الفواعل الدولية الجديدة غير الرسمية، والتي تسمى ((الفاعلين من غير الدول))، إذ لم يعد بالإمكان تجاهل دورها الذي أصبح يكوَّن جزءاً كبيراً من النشاط السياسي الدولي، وأحد أهم معطيات العلاقات الدولية المعاصرة، بالشكل الذي أخذ يؤثر على النظام السياسي الدولي سواءً من حيث تراتبية توزيع القوى الدولية، أم من حيث تباين الأدوار المرسومة للقوى الفاعلة في النظام الدولي بشكل عام، فضلاً عن تباين أهداف هذه القوى وتباين مصالحها الحيوية، علاوة على تباين مقومات القوة والقدرة التي تملكها، فلم يعد دورها تقليدياً في حدود علاقته بالدول الأخرى.