يكتسب موضوع تدريب وتطوير العاملين أهمية بالغة في الظروف الاقتصادية الحالية التي تسودها مفاهيم وتوجهات جديدة كعولمة الاقتصاد ورأس المال المعرفي والفكري، وحيث صارت المعارف والمهارات والقابليات التي يمتلكها العاملون محركاً أساسياً باتجاه النجاح، وعنصراً مهماً في زيادة فاعلية منشأة الأعمال، وإدامة وجودها واستمرارها.
إن العاملين المدربين بشكل جيد على عمليات المنشأة وطبيعة المواد التي تستخدمها وإنتاجها وخصائصه وكيفية توزيعه وعلى كيفية التعامل مع زبائنها والمتعاملين معها، والأساليب التكنولوجية المطبقة والذين يتميزون بالقدرة الابتكارية في حل المشاكل، إنما يعتبرون عاملاً حاسماً في تعزيز القدرة التنافسية للمنشأة وفي نجاحها وتطورها.
وعلى ذلك فقد تزايد اهتمام منشآت الأعمال بتدريب وتطوير العاملين لديها، وصارت تنفق الأموال الطائلة من أجل توفير الفرص التدريبية لهؤلاء العاملين، وبما يتواءم مع الاحتياجات المتزايدة التي تمليها التطورات المتسارعة في كل المجالات، الأمر الذي يعني أن اتجاه المنشأة لمواكبة هذه التطورات إنما هو ضرورة حيوية لبقائها واستمرارها.
وفي ضوء ذلك أصبح اهتمام المنشأة بالمعارف والمهارات والقابليات التي يمتلكها العاملون لديها معياراً مهماً في تقييم العوامل المؤثرة في إمكانيات النجاح المستقبلية، و أصبح الإفصاح عن جهود المنشأة ونفقاتها في مجال تدريب وتطوير العاملين في تقاريرها السنوية والمالية وسيلة للتعبير عن هذا الاهتمام والكشف عنه ومقياساً لما يتميز به العاملون لديها من معارف ومهارات وقدرات تمكن من تعزيز وإدامة فرص النجاح المستقبلية.
إن الإفصاح عن المعلومات المتعلقة بجهود منشأة الأعمال في تدريب وتطوير العاملين لديها، بات يشكل ضرورة ملحة في الظروف الاقتصادية الحالية، وذلك لتمكين مختلف الأطرف المهتمة من الإطلاع على هذه الجهود، وبصورة خاصة المستثمرين الذين يتطلب مراعاتهم لهذه المعلومات من اجل اتخاذ القرارات الاستثمارية الرشيدة.
يحاول هذا البحث الكشف عن مدى اهتمام منشأة الأعمال بتدريب وتطوير العاملين والإفصاح عن المعلومات المتعلقة بجهودها في هذا المجال في قوائمها المالية وتقاريرها السنوية ومدى عناية المستثمر وحاجته إلى مثل هذه المعلومات عند اتخاذ قرار الاستثمار.