على الرغم من التقدم العلمي والتكنولوجي للمعلومات فما زالت الذاكرة تقوم بالدور الاساس بغض النظر عن الامكانيات العلمية في العصر الحديث من حيث ان الكثير من مفرادات الثقافة الانسانية ينقل من جيل الى اخر بواستطتها, ومن الصعب تصور حياة نفسية مقصورة على الحافز فقط, اننا لو اقتصرنا على الحافز لكان التفكير غير ممكن لان الذاكرة هي التي تصل الحافز بالماضي وابسط صورها هي الذاكرة الاولية . فلولا الذاكرة لما تكونت الشخصية ولا تم الادراك ولا اكتسبت العادات ولا امكن التخيل والحكم والاستدلال ولما كانتى الذاكرة قوية.
ان التحدي الذي يواجه الانسان هو كيفية مضاعفة الذاكرة الانسانية من حيث فاعليتها وسعة استيعابها وكفاءة نظم تجهيز المعلومات, وذلك من خلال تفعيل دور الاستراتيجيات المعرفية لمواجهة الانفجار الهائل للمعلومات, بالاضافة الى زيادة اعداد الطلبة بالجامعة وانحسار النشاط الذاتي للطالب , فضلا عن شكوى الكثير من الطلبة من النسيان مما يؤثر على تحصيل الكثير من الطلبة وتدني المستوى العلمي لهم.
ان فهم التعلم ضروري لفهم الذاكرة الانسانية وحدوث عملية التعلم مرتبط بعملية التذكر, فالتعلم يصبح مستحيلا بدون التذكر, لان التفكير في هذه الحالة سوف يرتبط بعملية الادراك الحسي, اذ انه يعجز عن الاستفادة من الخبرات التي يتعرض لها الفرد في الماضي في معالجة ما يعترضه في حاضره, فمهما تكررت المعلومات فهو يدركها كل مرة بنفس ادراكه الاول لذلك لن يحدث التعلم (دافيدوف,1983 :33).
ان انخفاض مستواى الطلبة لا يعود الى انخفاض القدرات العقلية, انما قد يرجع ذلك الى ضعف في اساليب ادخال المعلومات ومعالجتها واخراجها. او قد يرجع السبب في ذلك الى فشل الطالب في استخدام ستراتيجية تذكر مناسبة لمهمة التعلم او قد يعود الى عدم معرفة الطالب بطرق الاستذكار الجيد, فضلا عن وجود كم هائل من المعلومات تؤثر على عمل الذاكرة لديه. فقد اكدت الدراسات (Swanson:1989, Wong,1986ص336), ان الستراتيجية التي يستخدمها الطلاب تختلف باختلاف مستواهم التحصيلية فضلا عن ان بعض الاستراتيجيات تكون تلقائية, وهذه تختلف حسب نوع المعلومات, وهذا ما تحاول الدراسة الحالية الاجابة عليه.