الفصل الاول
الزوجية سنة من سنن الله في الخلق والتكوين وهي عامة مطرده ، لايشذ عنها عالم الانسان ، او عالم الحيوان ، او عالم النبات " ومن كل شئ خلقنا زوجين لعلكم تذّكرون " وهي الاسلوب الذي اختاره الله للتوالد والتكاثر ، واستمرار الحياة بعد ان اعد كلا الزوجين وهيأهما بحيث يقوم كل منهما بدور ايجابي في تحقيق هذه الغاية " يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكرٍ وانثى " ( بليق ، 1978 ، ص329 ) .
ومن الملاحظ عبر تأريخ الانسانية الطويل ان الرجل كان يأخذ شريكة حياته او الفتاة التي يريدها ان تكون زوجة له وام لاولاده ، عن طريق الخطف معتمداً على القوة ، ثم تطور هذا النظام مع مرور الايام فأصبح الرجل يشتري زوجته بالمال ، او عن طريق المبادلة ، وكان الشاب طالب الزواج يدفع هو او ابوه او اسرته مبلغاً من المال يحدده ذوي الفتاة مقابل الحصول عليها ليتزوجها ، واذا كان عاجزاً هو او اسرته عن دفع هذا المبلغ يشتغل طالب الزواج عدداً من السنوات في املاك اهل الفتاة حتى تصبح الفتاة ملكاً له ، كما فعل يعقوب عندما حصل على راحيل زوجه له ( غالب ، 1982 ، ص12 )
ويرى علماء النفس ان المغامرة ربما تكون صالحة للتدريب على الزواج والاستعداد لمواجهة بعض تبعاته الجنسية ، ولكنها ليست بالساحة الحقيقية التي تكسب فيها معركة الزواج السعيدة. واذا كانت بعض القبائل البدائية تشترط للزواج ، ان يقدم الزوج لزوجته المقبلة رأس عدوٍ نجح في قطعة ، فربما كان في مقدورنا ان نذهب الان الى ان على الرجل الذي يرغب في الزواج ان يضع بين يدي فتاته كصداق يظهر رجولته رأساً واعياً وعقلاً مفكراً وادراكاً واقعياً لمفاهيم الزواج واسباب السعادة الزوجية ( Y.Oswald, p.250 ) ، ان الزواج ليس تنفيساً عن ميل بدني فقط ، انه شركة مادية وادبية واجتماعية تتطلب مؤهلات شتى ، والى ان يتم استكمال هذه المؤهلات وضع الاسلام اسس حياة تكفل الطهر والادب للفتيان والفتيات على سواء ( عالم الحياة الزوجية – الانترنت ) .
