الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فإن الله تعالى خلقنا أزواجا، وجعل منا الذكر والأنثى يميل بعضهم إلى بعض بالفطرة والطبع ليكونا بمشيئة الله أسرة، ويرزقان بنين وحفدة، وهذه سنة الله تعالى في الخلق لا يزيغ عنها إلا هالك.
ومن نعم الله تعالى على بني البشر أن جعل النكاح المشروع لا السفاح الممنوع أساس العلاقة بين الرجال والنساء، وقضى أن يمنحوا السكينة والمودة والرحمة إن هم التزموا بشرعه وتعاليمه، يقول سبحانه : ((ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون)).(سورة الروم، آية 21).
ولقد كانت المرأة تعامل قبل الإسلام معاملة القطيع والعبيد، فجاء الإسلام ليعلم أتباعه أن هذه المرأة والزوجة والأم والأخت والبنت خلق مكرم محترم كخلق الرجال له كامل الحقوق والواجبات.
ولقد حفل القرآن والسنة النبوية المطهرة بجملة من الأساليب النفسية والتربوية التي تخدم مقاصد الشريعة في إقامة الأسرة الصالحة وحسن التعامل مع الزوجات.
ونريد في هذا البحث تسليط الضوء على رعاية السنة النبوية المطهرة حصرا للأساليب النفسية والتربوية في التعامل مع الزوجات.
وتكمن أهمية الموضوع في الانتشار الهائل للعنف الأسري، ونسب الطلاق المرتفعة، وتصدع الأسر المسلمة نتيجة البعد عن منهج النبوة في التعامل مع الزوجات نفسيا وتربويا، فلعل هذا البحث يساهم في رأب الصدع ويعالج الانحراف الذي أصاب العلاقات الزوجية.
أما أهم العوائق التي واجهتني في الموضوع وأنا أجول في كتب التفسير والحديث والفقه لأظفر بمعاني ودلالات نفسية وتربوية فلم أجد بغيتي الكافية، إذ أن غلبة التفسير والشرح الفقهي للحديث هو الغالب، مع عدم خلوها من تعليقات وإشارات نفسية وتربوية نفسية ونافعة.
وأما منهجي في البحث فهو استنباط عنوان للأسلوب النفسي أو التربوي من الحديث، ثم استنباط المعاني النفسية والتربوية من الحديث.
وأما خطة البحث فهو على مقدمة وتمهيد ومبحثين وخاتمة.
اما المقدمة فذكرت فيها أهمية الموضوع وهدفه وعوائق البحث ومنهج البحث وخطته.
وأما التمهيد فكان في إثبات عناية الشريعة بحسن العشرة والتعامل مع الزوجات.
واما المبحث الأول فكان: مراعاة السنة القولية للأساليب النفسية والتربوية في التعامل مع الزوجات، وفيه ثلاثة عشر أسلوبا.
واما المبحث الثاني فكان: مراعاة السنة العملية للأساليب النفسية والتربوية في التعامل مع الزوجات، وفيه ثلاثة عشر أسلوبا ايضا.
وأما الخاتمة فقد ذكرت فيها أهم النتائج التي توصل إليها الباحث.
والله تعالى اسأل أن أكون قد وفقت في انتقاء النماذج النبوية، وأختم داعيا ربي: ((ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما)).(الفرقان، آية74).