لقد عرفت بلادنا ظاهرة ( اطفال الشوارع ) والتي تشمل عمالة الاطفال والمتشردين والمتسولين ، فتحولت من مشكلة على نطاق نسبي الى ظاهرة واسعة جداً تتضمن المخاطر المصاحبة لها ، إذ إنها ظاهرة منتشرة جداً في جميع المدن العراقية تصف في كثرة انتشارها في المناطق المليئة بالسكان .

إن ظاهرة عمالة الاطفال والتي ينصب عليها إهتمامنا في هذا البحث تشير الى نشاطات تقع خارج نطاق قوانين العمل وشروطه الاجتماعية ، كما إنها في الوقت عينه تتعارض مع التزامات وشروط ضرورية ومهمة ، تعليمية وصحية ونفسية واجتماعية تقع في اغلب الاحيان خارج الضوابط الاجتماعية الرسمية وغير الرسمية .

يهدف البحث الحالي الى معرفة اسباب انتشار ظاهرة عمالة الاطفال من وجهة النظر التربوية والنفسية والاجتماعية ومعرفة اسبابها من وجهة نظر الاطفال العاملين انفسهم ، ثم الحلول المقترحة للقضاء على هذه الظاهرة من وجهة نظر المختصين في مجال علم الاجتماع.

اعتمد البحث الحالي الاستبانة كأداة لجمع المعلومات المطلوبة والتي تم اعدادها من قبل الباحثة ، ثم المقابلة الفردية مع الاطفال العاملين انفسهم ، ولقد بلغت عينة البحث ( 120 ) طفلاً بأعمار من ( 10 – 15 ) سنة من جانبي الكرخ والرصافة في مدينة بغداد ، كذلك عينة من الاساتذة المختصين في مجال التربية وعلم النفس وعلم والاجتماع والبالغ عددهم ( 18 ) فرداً .

استخدمت الباحثة معادلة ارتباط بيرسون لايجاد ثباة الاداة ثم النسبة المئوية والوسط المرجح             ( الموزون ) لتحديد الفقرات التي تمثل نقاط القوة والضعف لاسباب عمالة الاطفال.

ولقد اظهرت النتائج بان فقرة انخفاض مستوى دخل الاسرة حصلت على اعلى درجة حدّة ، إذ بلغت 2.81 ، بينما فقرة عقاب الاهل للطفل حصلت على اقل درجة حدّة ، إذ بلغت 1.72 ، وظهر بان عمالة الاطفال تنتشر بين الذكور من الاطفال اكثر من الاناث وان اعلى نسبة توجد في سن 15 سنة ، كما ان اعلى نسبة تسرب من المدرسة توجد في الصف الخامس الابتدائي من الذكور فقط .

واخيراً اوصت الباحثة ببعض التوصيات المهمة والمقترحات لدراسات اخرى .