لا شك إن مهمة التوثيق التاريخي والعلمي لأية مؤسسة أكاديمية،تعد من المهام الأساسية التي تقوم على تحقيق هدفين متلازمين،الأول الحفاظ على الجهود المثابرة التي بذلها الرواد الأوائل خلال مراحل التهيئة والإعداد والتأسيس والانطلاقة الأولى،وعدم نسيان تلك الجهود العلمية والبحثية والإدارية المتميزة،والثاني تحفيز العاملين في هذه المؤسسة ودفعهم للمضي في عملية التطوير والارتقاء المستمر بمستوى الأداء العلمي والأكاديمي وصولا إلى تحقيق الأهداف التربوية التي تخدم المسيرة العلمية وعموم المجتمع . ومن هذا المنطلق يأتي هذا الجهد ألتوثيقي لمركز البحوث التربوية والنفسية بجامعة بغداد بعد أن عاد المركز إلى ممارسة أنشطته التربوية والنفسية ضمن الجامعة الأم كواحد من المراكز العريقة في هذه الجامعة،وفك ارتباطه بمركز البحوث النفسية ( الباراسايكولوجي ) بعد أن ظل المركزان لما يقرب من أربع سنوات يمارسان أنشطتهما من بحوث وندوات ودورات ومؤتمرات ضمن تشكيل مركز الدراسات التربوية والأبحاث النفسية الملغى،وهذا ما يدفعنا إلى مضاعفة الجهود من قبل جميع منتسبي المركز من تدريسيين وإداريين وفنيين وغيرهم لأن عملنا يشابه إلى حد كبير عمل أولئك الرواد الأوائل من أساتذتنا الأجلاء الذين وضعوا اللبنات الصحيحة الأولى لهذا المركز العريق،لا سيما بعد الاهتمام والرعاية الجادة من قبل رئاسة جامعة بغداد ممثلة بالسيد رئيس الجامعة ومساعديه العلمي والإداري والسيد مسؤول الشؤون المالية،الذين فتحوا لنا أبوابهم مشرعة من أجل توفير كل ما نحتاجه من خبرة و دعم مالي وإسناد فني وهندسي وأداري لأجراء أعمال الصيانة والترميم على بناية المركز،وتأثيثه وتجهيزه بكل ما يحتاجه التدريسيون والباحثون ومساعديهم من مستلزمات لانجاز بحوثهم وأعمالهم وأنشطتهم على أفضل وجه ممكن،وإذ نتقدم لهم بأسم منتسبي مركز البحوث التربوية والنفسية بكل كلمات الشكر والتقدير والثناء،فأن تشجيعهم هذا يضعنا أيضا أمام مسؤوليات كبيرة لإنجاز برامج وخطط علمية تليق بالسمعة العالمية المتقدمة التي حصلت عليها جامعة بغداد،وتستجيب لتطلعات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في الارتقاء بجامعاتنا ومؤسساتنا العلمية نحو تحقيق أفضل معايير الجودة والاعتمادية القائمة على أسس ومتطلبات علمية رصينة نسعى جميعا للوصول إليها إن شاء الله تعالى . ومن الله التوفيق والسداد .