يتنامى يوما بعد يوم استخدام السيارات وتتعاضم اعدادها ، فهذا هو عصر السرعة، وخاصة في مجال النقل والمواصلات، والتي تتحقق باستخدام وسائل النقل المختلفة ومن بينها السيارات، وبالتالي اصبحت هذه الوسيلة ضرورية لتحقيق هذه السرعة ومن ضرورات الحياة في انجاز الاعمال.
وتتبارى مصانع السيارات فيما بينها لانتاج انواع السيارات بمواصفات عالية من المتانة والامان والراحة، وفي ذات الوقت اصبحت هندسة الطرق علما متخصصا في مجال تصميم وانجاز الطرق الخارجية والشوارع الداخلية في المدن بهدف الوصول الى اعلى انسيابية في حركة سير السيارات والمشاة وبما يحقق اعلى درجة من الامان فيها. ومن جهة ثالثة يزداد اهتمام الحكومات والمنظمات والاتحادات الوطنية والعالمية بخصوص سن القوانين واصدار الانظمة والتعليمات والتوجيهات الهادفة الى رفع درجة الامان في حركة سير السيارات .
رغم كل هذا وذاك تتعاضم وباتجاه معاكس اخطار السيارات والحوادث المتحققة عنها ، وبالتالي تتعاظم الخسائر البشرية والمادية الناجمة عنها ، حتى اعدت اخطار السيارات من الاوبئة التي تعاني منها الدول ومظهرا معيبا من مظاهر التكنلوجيا مما حدا بالعديد من الباحثين والمنظمات والحكومات الى التصدي لهذه الظاهرة بالبحث والتحليل في محاولة للكشف عن اسبابها والعمل على تحجيم تلك الاسباب والقضاء عليها او تقليل الخسائر الناتجة عنها .
ويعد هذا البحث ضمن سياق الدراسات والبحوث التي تتناول موضوع تحليل اخطار السيارات ، الا انه ذو منحى مختلف بعض الشيء، اذ يعمد الى تحليل هذه الاخطار باربعة اتجاهات في ذات الوقت: الاول في في تحديد اخطار السيارات والاهمية النسبية لكل منها، والثاني في تحديد الاسباب الرئيسة والفرعية والثانوية لهذه الاخطار والاهمية النسبية لكل منها، والثالث في تحديد الخسائر البشرية والمادية المتحققة من هذه الاخطار ، واخيرا فان الاتجاه الرابع هو في تحديد اساليب مواجهة هذه الاخطار من خلال التصدي لأسبابها. ويتكون البحث من اربعة اقسام : تضمن القسم الاول استعراضا لمفهوم الخطر ومفهوم تحليل الخطر اضافة الى الاساليب العلمية المستخدمة في عملية التحليل، فيما يتضمن القسم الثاني منهجية البحث مستعرضا مشكلة البحث وهدفه وحدوده والاساليب المعتمدة في تحليله وفي جمع البيانات، اضافة الى عدد من الدراسات السابقة في هذا المجال ، اما القسم الثالث فيتضمن تحليل اخطار السيارات في العراق معتمدا على استعراض انواع الاخطار وحجم تحقق كل منها واهميتها النسبية وكذلك الاسباب (الرئيسة والفرعية والثانوية) والنتائج السلبية المتحققة منها واساليب المواجهة، واخيرا تضمن القسم الرابع الاستنتاجات والتوصيات التي تمخض عنها البحث.
