ان الرأسمالية ليست بناءً هندسياً يتم انتظامه وفقاً للنظريات الهندسية والمعادلات الرياضية والفنون المعمارية، لأنها ببساطة نظاماً اجتماعياً يقوم على تشكيلة اقتصادية معينة، والأخيرة تقوم على مستوى معين لتطور قوى الانتاج (التكنولوجيا) والذي يقوم عليه مستوىً معين لعلاقات الإنتاج، ويقوم على التشكيلة الاقتصادية/ نمط الإنتاج نظاماً سياسياً، هو جزء من البناء الفوقي، ولأنها نظاماً اجتماعياً بالمواصفات انفة الذكر فهي ليست بناءً ابن الصفة الارادوية الذاتوية والقصدية، بل هي صيرورة ابنة عملية موضوعية لتطور عدد لا يحصى من المتغيرات واصطفافها في ظروف مواتية لتشكيل بنية اقتصادية تقوم على تقدم قوى الإنتاج، وتتطلب توافر طبقة ضليعة المصالح بالتغيير تعمل على تكييف وتغيير كافة الانظمة المؤسساتية والعلاقات والقوانين الحقوقية والتشريعات لموائمة الحركة الصاعدة المنبثقة من رحم القوانين الموضوعية .
اما تصوير الاقتصاد الانتقالي باعتباره اقتصاداً يمثل انتقالاً نحو الرأسمالية بالضرورة، ولا يحتاج سوى الى تعزيز البناء الرأسمالي، فهو لا يعدو أن يكون سوى محض نزهة مترفة في غياهب العقل خارج العناصر الموضوعية، التي يفترض انه نتاجاً لها.