المقدمة ومنهجية البحث
تعد المحاسبة وليدة الحاجات الاقتصادية وقد بات من الضروري لها أن تتكيف مع التغيرات الحاصلة في بيئة الإعمال من ارتفاع حدة المنافسة، الثورة التكنولوجية للمعلومات والاتصالات، توسع الأسواق المالية، انتشار الشركات المتعددة الجنسيات، العولمة، التوجه نحو حماية البيئة من التلوث وتحمل المسؤولية الاجتماعية والتغيرات في طبيعة المهن لسوق العمل، إذ نجد أن للمحاسبين دورا هاما نحو طرح بدائل جديدة لمواجهة تلك التحديات والتغيرات.
لم يعد دور المحاسب يقتصر على مجرد أعداد الكشوفات المالية بل يتعداها إلى وظيفة توزيع وتطوير وتحليل المعلومات المالية والاقتصادية وان ذلك كله يتطلب براعة وعناية فائقتين مع توفر مواصفات ومهارات جديدة في المحاسبين لتلبية حاجات سوق العمل للمحافظة على بقاء الخدمات المقدمة من قبل المحاسبة ذات قيمة لزبائنها وكونها تسعى إلى توفير معلومات ذات جوده.
أن جودة المعلومات ترتبط بجودة مهنة المحاسبة والتي بدورها ترتبط إيجابيا مع جودة التعليم والتدريب المحاسبي، فالعلاقة متبادلة بين كل من مهنة المحاسبة والتعليم والتدريب المحاسبي إذ يؤثر كل منهما على الاخر، والمجال المهني في الوقت الحالي يجعل من مسالة التغيير والنهوض بالتعليم المحاسبي أمرا ضروريا ويحتم استجابة فعالة لممارسي المهنة والأكاديميين لتقليل الفجوة بين متطلبات سوق العمل والحاجات الجديدة لبيئة الأعمال وبين خريجي الجامعات (المحاسبين)
لذا فان على مهنة المحاسبة آن تحدد القدرات اللازمة التي يتطلب توافرها لممارسة العملية وإيصالها للمجتمع الأكاديمي والتي سيستطيع من خلالها الأكاديميون تحسين واعادة توجيه مواد التعليم المحاسبي وتوسيع أدواته في الوظائف المحاسبية لتلبية القدرات المطلوبة، مما يعني ان التعليم المحاسبي يتيح لمهنة المحاسبة الاضطلاع بالمسؤوليات المناطة بها وتجهيزها بمحاسبين ذوي كفاءة عالية، وبالتالي فان المسؤولية بين المهنة والتعليم المحاسبي هي مسؤولية مشتركة.