الخلاصة
اهتم الفكر السياسي في القرنين الاخيرين بدراسة الطبقات على نحو غير مسبوق, واصبح موضوع التحليل الطبقي المعني بالطبقات من حيث تعريفها, وتحديد موقعها في السلم الاجتماعي, فضلاً عن نوعية العلاقة بين شرائحها وفئاتها المختلفة من حيث الصراع والتناغم, المادة الرئيسة والموضوع الاكثر اهمية في دراسات الفكر السياسي والاجتماعي.ومن بين الطبقات, احتلت الطبقة الوسطى مكان الصدارة في الكتابات الفكرية السياسية, التي راحت, لا سيما منذ وقت مبكر, تبرز دورها في التطورات الهائلة التي عرفها العالم على مختلف الصعد الفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية. ولم تتردد هذه الدراسات في اقرار نتيجة حاولت تعميمها , وهي انه لو لا الطبقة الوسطى وحيويتها, بل وتضحياتها لكان العالم لا يزال يعيش تحت ظلام العصور الوسطى. فالعالم المتقدم اذن يدين الى الطبقة الوسطى بكل ما وصل اليه اليوم من تطور وتقدم في العلوم والفنون والآداب.