بسم الله الرحمن الرحيم
يتناول بحثنا الموسوم بـ ( الأحكام الذوقية للأصمعي في كتاب الموشح في مآخذ العلماء على الشعراء للمرزباني ) جانباً تطبيقياً من نقد أحد علماء اللغة في القرن الثاني للهجرة وبداية القرن الثالث الهجري ألا وهو الأصمعي .
وتحليل آرائه النقدية لمعرفة قدرته على تذوقه النصوص الشعرية , ومن ثَمَّ معرفة مزايا أحكامه الذوقية النقدية التي أوردها المرزباني وعَدَّها مآخذ على الشعراء دون أن يناقشها , أو يعرضها على المقاييس الفنية الجمالية , ومن ثم نستطيع بعد ذلك أَن نسميها مآخذ .
وقد تبين أن تلك الأحكام كانت تفتقر إلى الذوق الناقد والحس المرهف ، إذ اعتمدت على الأساس العلمي فقط ، لذلك جاءت قاصرةً عن بلوغ الغاية التي خلق من أجلها فن الشعر , وهو التعبير عن المشاعر الإنسانية بلغة تحمل في طياتها كل أبعاد التجربة الإنسانية.
وهذه السمة لم يلتفت إليها الأصمعي , وإنما حاكم الشعراء استعمال لفظ أو تشبيه لم يرد في طرق التعبير العربية .