تمثل موسيقى الشعر عنصرًا أساسيًّا- في الشعر بعامة والشعر العربي الحديث بخاصة- في إذكاء التجربة الشعرية فهي أبلغ تأثيرًا في النفس وأكثر التصاقًا بالذهن؛ فالشعر كلامٌ موزونٌ مقفّى يدلّ على معنى أي أنّ الشعر ينماز من النثر بالوزن والقافية.
لقد اختلف النقاد والشعراء المحدثون- فضلًا عن المهتمين- كثيرًا في رؤاهم لموسيقى الشعر العربي الحديث، فمنهم من أطلق عليه الإيقاع الشعري من دون تحديده تحديدًا دقيقًا ينماز به من الإيقاع النثري- لئلا يدخل في موسيقى الشعر ما ليس منه- ومنهم مَنْ قام بتحديده وضبطه ليكون مقتصرًا على الشعر فحسب؛ فميَّز بين الإيقاع الموزون والإيقاع المنفلت. في حين ركَّز قسم في تحديده لموسيقى الشعر العربي الحديث على الوزن من دون أن يميّز بين الإيقاع والوزن.