ملخـــص البحــــث
ان اختلاف الناس في أديانهم في نظر الإسلام أمر طبيعي؛ لاختلاف عقولهم ومداركهم وأصول تربيتهم، لذلك يبين القرآن الكريم أنَّه سنة ماضية في جميع الخلائق، ومع هذا الاختلاف في الأديان والعقائد فإن ذلك لا يقتضي انعزال المجتمع المسلم عن غيره من المجتمعات؛ لأنَّه مدعو إلى التعارف والتلاقي مع جميع الناس، وتبليغ دعوة الله ورسالته، مما يؤدي إلى اختلاط المجتمع المسلم بغيره من المجتمعات المختلفة؛ فكيف يتعامل الإسلام مع هؤلاء؟ وكيف يحكم فيهم إذا سكنوا ربوعه وآثروا التعايش مع المسلمين تحت حكم الإسلام؟ .فخلص البحث الى التخلص من التعصبات القبلية التي تؤدي الى التعصب ونبذ التفرقة وجعل الدين يقوم بوظيفته الأساسية لا يكون ذلك إلّا من خلال النقد فهو الأداة الأهم في تطوير العقل, فالنقد هو علامة التفكير الحر, فمن الضروري أنّ نقوم بإثارة أسئلة حائرة وجريئة فتفكيرنا يجب أنّ يكون تساؤلياً فهذا التفكير هو الذي يوصلنا إلى مناطق غير مسموح التفكير فيها الذي ينطلق بالعقل بحرية وجرأة فيحطم الأغلال والقيود كافة. فالنقد والمراجعة هما شرطا كل تطور فكري وأساس كل عملية تحديث وأنَّ من يستطيع أثارة مثل هذه التساؤلات هو المثقف النقدي الذي يحاول التغلب على قيود الإيديولوجيات فمهمته الأساس هي التنوير, وهو مثقف الأبعاد المتعددة.الى إن الحوار هو طرح الرأي وعرض المعتقد والاستدلال عليه ، ثم الاستماع إلى عرض الآخر ومعتقده وأدلته، من أجل إيضاح الحق وإقامة الحجة، في مناخ يغلب عليه الهدوء، بين ثنائية التأثير والتأثر مع بقاء الاختيار. فالحوار ضرورة حتمية لابد منها، لأجل التعريف بالنفس، ورفع اللبس، والتعرف على الآخر المخالف دون بخس، ولتحقيق التعارف والتعامل والتفاهم الإيجابي والتعايش السلمي مع الآخرين لا بديل الا بالمحاورة التي تقرب العلاقات الودية بين المختلفين دينياً، أو فكرياً و سياسياً أو قومياً. ان العيش المشترك مع الآخرين، لا يكون الاَّ بوجود الألفة والمودة، ولا يعيش الإنسان مع غيره الاَّ إذا وجد بينهما تفاهم ورغبة بعيشة مشتركة لحمتها الألفة تسودها المودة والثقة.