ملخـــص البحــــث
كان الشيخ محمد عبده مصلحاً دينياً ومصلحاً اجتماعياً وكان له الاثر كبير في الاصلاح لانه لم يكن يدعو الى الاصلاح نظرياً عن طريق التأليف او الخطب والمقالات فقط كما يفعل بعض المصلحين، بل كان يحاول دائماً ان يحول اصلاحه الى عمل ، ينغمس في الحياة الواقعية ليتمكن من تنفيذ برامجه الاصلاحية .
كما انه لم يترك شيئاً من جوانب الحياة الا عالجها وحاول اصلاحها فقد نظر الى مسألة المرأة ونادى بالحرية الدينية واهمية تعليم المرأة وكذلك عالج مشكلة الاسرة التي هي من اهم المشاكل في الحياة لان الاسرة هي نواة المجتمع فاذا اصلحت صلح المجتمع حيث تكمن اهمية الموضوع في ان المواضيع التي تتناول الشخصيات الاسلامية المصلحة هي التي تحتاج الى ابرازها وبيان اهميتها في التاريخ والبحث فيها
يمثل فكرة محمد عبده القنطرة التي تصل بين حقيقتين في فكرنا الحديث فالرجل بما اخرجه من جعبته من افكار سهل على العقل المصري ان ينفتح على العصر الحديث ويتمكن من تحدي نظام الاعتقاد والافكار والقيم في عهود التخلف والجمود لقد قبل محمد عبده التطور واعترف بتخلف المسلمين المادي والفكري وقال انه لابد من قيام ثورة فكرية قوامها العقل
لقد مثل محمد عبده شكل الاستجابة المتكاملة والناضجة الرئيسية لمجتمعنا العربي في مواجه الحضارة الغربية وكان دوره ان يترك الباب مفتوحاً لاستجابات اخرى تتلائم من الواقع الجديد والمتغير للمجتمع سعيا نحو المزيد من التطور الاجتماعي والسياسي والفكري والمادي .