ملخـــص البحــــث
يهدف هذا البحث الى تسليط الضوء على ظاهرة مهمة لا تخلوا منها معظم النتاجات التفسيرية، وهي ظاهرة النقد التفسيري، التي من خلالها يسلط المفسر الضوء على آراء المفسرين السابقين في تفسير آية أو مفردة من مفردات القرآن الكريم ثم التعقيب عليها كل بحسبه، ثم يعكف على بيان الدلالة الأوفق بحسب ما تجتمع عنده من قرائن.
هذه الظاهرة بحاجة الى دراسة لبيان مدى دقة العملية النقدية التي مارسها المفسر الناقد، من حيث دقة ايراد الآراء بأمانة، وذكر اصحابها دون الإشارة الى ذلك بشكل مجمل، ومدى موضوعية المفسر الناقد، والنأي بعمليته النقدية عن التأثيرات المذهبية التي لا يخفى تأثيرها على بعض الآراء التفسيرية، اذ ان عملية النقد هنا تتحول الى محاولة الإنتصار الى رأي يؤمن به المفسر الناقد مسبقاً، فتنصرف بذلك عن روح النقد البناء، ولمَّا كان التفسير نتاجاً بشرياً لا يخلو من الخلل لذا فالتسليم المطلق لمضامينه وإضفاء القداسة عليه أمر لا مبرر له ومن هنا جاءت أهمية النقد للتفسير، وبلحاظ كون نقد النص التفسيري هو ممارسة بشرية أيضاً فلا يخلو ذلك أيضا من الأخطاء، ومن هنا تأتي أهمية عملية ( نقد النقد)، من خلال دراسة نقد المفسرين دراسة نقدية موضوعية.