الحمد لله خالق الأكوان، وبارئ الإنسان، عظيم الشأن والإحسان، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين الصادق الأمين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى من سار على هديه بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد ...
فالقرآن الكريم هو ذروة الفصاحة والإعجاز والسلامة اللغوية يمثل بقراءاتهِ القرآنية المتعددة: المتواترة والشاذة والآحاد أصلا أصيلا للنحو العربي يحتج به في إقامة القواعد الكلية للســـان العربي.
وتبعاً لذلك فقد درسنا موقف الكسائي في كتابه معاني القرآن، الكتاب المفقود الذي أعاد بناءه وقدّم له الدّكتور عيسى شحاتة. ذكر الدّكتور محمود فهمي حجازي في تقديمه للكتاب: "هذا الكتاب أعيد تكوينه بعد أن تلاشت مخطوطاته، ويمثل ضربا من العمل يكاد يضارع الكشف عن شيء ضائع، ويقدم كتابا ذا ملامح نرجح أن تكون أقرب إلى الأصل القديم. كتاب معاني القرآن للكسائي المُتوفَي نحو سنة )189هـ /805م) من أهم كتب الدّراسات اللغويّة للقرآن الكريم، وعلى منوالهِ قامت كتب أخرى أشهرها: معاني القرآن للفراء (المتوفى 207هـ /822م)، وأفادت منه كتب كثيرة في الدراسات اللغويّة والنحويّة والمعجميّة"(1)، وذكر أيضا أن كتب الطبقات والتراجم تنسب كتبا كثيرة للكسائي، ضاعت أكثر أصولها المخطوطة، ولم يُحقق سوى رسالة صغيره عنوانها: (كتاب ما يلحن فيه العوام) وصفها اللغويون بأنها أقدم رسالة في اللحن. وللكسائي كتبٌ أخرى لكنها لم تصل إلينا ذكرها ابن النديم(2) منها كتاب النوادر(3).