يعد التكرار من الظواهر الاسلوبية التي اتخذت دورها في بناء النص الشعري الحديث ويقوم على جملة من الاختيارات الاسلوبية لمادة دون أخرى ولصياغة لغوية دون سواها ، مما يكشف في النهاية عن سرّ ميل هذا النص الشعري أو ذاك لهذا النمط الاسلوبي دون غيره ، وعلى الرغم من ان التكرار يعد مسألة عامة وشائعة في العمل الأدبي ، فأن الاهتمام بهذا الجانب من المنهج الاسلوبي يأتي من جهة كونه مهيمناً له ايحاءاته ودلالاته واغراضه التي وظف لخدمتها ، ومن جهة خرى فأن لكل شاعر طريقته في توظيف هذه الأداة واستثمارها ، وعلى وفق نجاح هذا الشاعر أو ذاك في استثمارها تتعدد امكانية الشاعر ومدى براعته .
وفي شعر بشرى البستاني مثل التكرار ظاهرة اسلوبية واضحة إذ تميزت تجربتها الشعرية بمميزات ، وطبعت بفنية وشعرية تعطي الشعر دلالاته الجمالية والأدبية .
يهدف البحث إلى الكشف عن طاقاتها الإيقاعية وافاقها المعنوية وابعادها النفسية في إحياء بتجارب الشاعرة وتجسيد رؤيتها التي تسعى الى تسليط الضوء عليها لتاكيدها في وجدان المتلقي وتثبيتها في فكره ومخيلته اذا اعتمد التكرار على مقومات فنية ارتبطت بمواقف الشاعرة النفسية والفكرية ، فحاولت جمع المتضادات للوصول الى صورة أكثر انسجاما وايقاعا للتأثيرفي المتلقي.