تضمن البحث التعريف بالإمام البزازي، وحياته العلمية، ومشايخه، وتلامذته، ومؤلفاته، ووفاته، وأربعة مسائل مختارة من ترجيحاته في الحدود والجنايات، والإمام محمد بن محمد بن شهاب بن يوسف (ت827هـ)، يُكنَّى بالكَردَرِيِّ الحنفي الخوارزمي الشهير بالبزَّازي، ويُنسب إلى كَرْدَر، وقد عرض في كتابه كثيرًا من كتب الحنفية، وذكر الكثير من آراء علمائهم مع تعرضه لبعض آراء المذاهب الأخرى. ولم يعتمد على التعريفات اللغوية والاصطلاحية، وقلَّما يذكر الأدلة الشرعية التي اعتمدها العلماء في آرائهم، واقتصر على ذكر الآراء فقط، واعتمد في كتابه على مصادر من سبقه من علماء الأحناف، وجعلها الأساس الذي اعتمد عليه في كتابه. أَمَّا تَرْجِيْحَاته الفِقْهِيَّة فَقَد رَجَّحَ الإِمَام الْقَوْلَ بِاشْتِرَاطِ إِخْرَاجِ المَسْرُوْقِ مِنَ الْحِرْزِ لِوُجُوْبِ الْقَطْعِ، وَعَلَيْهِ لَا يُقَامُ الحَدَّ عَلَى السَّارِقِ إِلَّا إِذَا أَخْرَجَ المَالَ المَسْرُوْقَ مِنَ الحِرْزِ، وَرَجَحَّ الْقَوْلَ بِأَنَّ النِّصَابَ الَّذِي يُوْجِبُ الحَدَّ عَلَى السَّارِقِ مُقَدَّرٌ بِعَشَرَةِ دَرَاهِمَ مِنَ الفِضَّةِ أَوْ دِيْنَارًا مِنَ الذَّهَبِ، أَوْ مَا بَلَغَت قِيْمَتُهُ ذَلِكَ، فَلَا قَطْعَ فِي أَقَلِّ مِنْ عَشَرَةِ دَرَاهِمَ، وَأَنَّ الأَصْلَ فِي التَّقْوِيْمِ هِيَ الفِضَّةُ، فَلَوْ سَرَقَ دِينَارًا لَا يُسَاوِي عَشَرَةً دَرَاهِمَ لَمْ يُقْطَعْ، وَرَجَّحَ الْقَوْلَ بِأَنَّ عَاقِلَةَ الإِنْسَانِ الَّتِي تَتَحَمَّلُ الدِّيَّةَ هُمْ أَهْلُ الدِّيْوَانِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ عَشِيْرَةٌ وَلَا دَيْوَانٌ فَبَيْتُ المَالِ، وَرَجَّحَ الْقَوْلَ بِأَنَّ مَا كَانَ مُقَدَّرًا فِي جِرَاحِ الحُرِّ وَالجِنَايَةِ عَلَى أَعْضَائِهِ، هُوَ مُقَدَّرٌ فِي الرَّقِيْقِ أَيْضًا، إِلَّا أَنَّ التَّقْدِيْرَ فِي الحُرِّ بِاعْتِبَارِ الدِّيَّةِ، وَفِي الرَّقِيْقِ بِاعْتِبَارِ القِيْمَةِ.