يشكل السياق جانبا مهماً في فهم الخطاب والمقصود هنا العرض المسرحي، من خلال ما يمده السياق للمتلقي من مؤشرات، يتم الاعتماد عليها في استكمال المعنى الظاهر بالمعنى المستتر، فالسياق يعتمد في الاصل على المحيط المادي الاجتماعي الذي يتم فيه التواصل وفيه يتعرف المرسل والمتلقي أحدهما على الآخر وتتبلور الصورة التي يحملها الطرفان أحدهما عن الآخر، الى جانب كونه يمثل الاحداث التي سبق لهما أن عاشاها والتبادل القولي والفعلي الذي تنخرط فيه عملية التواصل. أي ان السياق يأتي من خلال كل ما يحيط بالقول من ظروف اجتماعية ونفسية وشتى الظروف والمواقف، فيتحقق الفهم استنادا الى ما يمدهم به السياق، فلكل نص شفراته التي تميزه ومن خلالها يمكن تحديد نوعه وجنسه والمعاني التي ينقلها عبر دلالات هذه الشفرات المتشابكة في نسيجه ، لذا جاء هذا البحث (السياق وايصال المعنى في العرض المسرحي العراقي ) للتعرف على اهمية ودور السياق في تحديد وفهم المعنى.