رمي البحث الحالي إلى تعرف التربية السياسية عند الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) وتطبيقاتها التربوية، ليكون أسوة ومثالا حيا يقتدي به في العمل السياسي على مختلف الأصعدة، وللعمل على خلق جيل من الشباب قادر على مواجهة الغزو الثقافي الذي قد يسلبهم حقوقهم في بلدهم من غير وعي، وقد تمثلت حدود البحث الحالي بالسنة النبوية في عهد الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) للفترة الزمنية من ولادته الرسول إلى وفاته. ومن أهم نتائج السياسة النبوية التي توصل إليها البحث ما يأتي: 1-استطاع الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) في عشرين عاما أن يتغلب على جميع العقبات التي اعترضت طريقه، فقد تغلب على المشركين الذين أخرجوه وحاربوه والمنافقين الذين تآمروا ضده. 2-استطاع الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) أن يحدث انقلابا لا مثيل له في التاريخ قط في عقيدة أمة فينقلها من الشرك إلى التوحيد. 3-انجز الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) في عشرين عاما من حياته، ما عجزت عن إنجازه قرون من جهود المصلحين من اليهود والنصارى رغم السلطة الزمنية التي كانت تساند هؤلاء. 4-أن هذا النجاح لا مثيل له في التاريخ، ولا شك أن ذلك كان بفضل الله (عز وجل) أولا، وبفضل السياسة الحكيمة التي اتبعها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مع أصحابه وأعدائه. -الاستنتاجات ومنها ما يأتي: 1-أوجد الرسول (صلى الله عليه وسلم) الجماعة السرية، ثم الجماعة العلنية، التي تدعوا إلى تغيير نظم المجتمع وعقيدته، وتستخدم كل وسائل الإعلام المتاحة من الاتصال الفردي والخطبة والمناداة والحرب الإعلامية المضادة للفكر، وهذا كله عمل سياسي. 2-أن الأساس الذي تقوم عليه التربية السياسية هو توحيد الله تعالى وإسلام الوجهة إليه وحده بما شرع من عقائد وعبادات ومعاملات. 3-أن أعداء الرسول (صلى الله عليه وسلم) مارسوا معه أيضا سياستهم الجاهلية وتجبرهم وغطرستهم، فقاتلهم الرسول (صلى الله عليه وسلم) بسياسة الإسلام الربانية المثلى.