إنَّ الشعر العربي بصورة عامة لا يخلو من وجود علاقة للثنائية المعروفة ( الغياب / الحضور) في أبياته الشعرية، وقصائده المختلفة عبر العصور، وفيما يتعلق بظاهرة ( الغياب / والحضور للشخصيات) وبصورة خاصة في الشعر العربي الأندلسي؛ فإنَّ الشعر يقوم على هذه الظاهرة وعلى قوة الجدلية فيما بينهما؛ فكلما كانت الجدلية شديدة بين ( الغياب / والحضور ) تكون النصوص الشعرية أكثر قوة، وأكثر جماليةً وتأثيرًا وأفضل تعبيرًا ، وهكذا يكون القانون الثنائي( الغياب / والحضور) هو الذي يحكم الشعر الأندلسي ويقوم بتوجيه مسار القصيدة الشعرية الأندلسية ويُعطيها  الوظائف المختلفة ومنها: الوظيفة الثقافية، والوظيفة الاجتماعية، والوظيفة السياسية وغيرها، وأَيضًا يُعطي النص الشعري حقه الوجودي، وأخيرًا يمكن القول إن هذه الظاهرة الشعرية تنطوي على مرجعين أَساسيين : الأَول يقال عنه المرجع المعدوم، والثاني يقال عنه المرجع الموجود ، فتكون العلاقة بصورة متعاكسة فيها.