عند دراسة التاريخ الإسلامي بشكل عام وتاريخ بلاد الشام بشكل خاص يجب ان نقف عند أبرز المواضيع التي لعبت دوراً مهما في تدوين التاريخ ومنها تدوين الانساب من أجل معرفة انساب الناس وما دورهم في الأحداث التي جرت في التاريخ الإسلامي، وذلك لانهم يملكون صورة حية وتجسيداً واقعياً للمثل العليا والمبادئ السامية التي جاءت بها الرسالة الإسلامية، وخاصة اهتمام الأمويين بحفظ الأنساب العربية ولاسيما بعد الفتوحات الاسلامية ودخول غير العرب الى الاسلام.
ومن هذا المنطلق جاءت دراستنا بعنوان ( تدوين الانساب في عهد الخليفة الأموي معاوية ين ابي سفيان لذا ضمت هذه الدراسة بين مضامينه تطور علم الانساب في العصر الأموي لما لها من أهمية كبيرة لهذا اتجهنا إلى دراسة أكاديمية اذ تعد بداية تدوين الانساب ونشأة مدرسة بلاد الشام ورغبة من الخليفة معاوية لتكون مدرسة الشام منعزلة تماما عن مدرسة المدينة وذلك بعد انتقال السلطة السياسية الى العاصمة دمشق.