-مشكلة البحث وأهمية الحاجة اليه:-
يمكن القول أن التقدم والتخلف قضيتان جذورهما فكرية تتمحوران حول استخدام المنهجية العلمية وليست التكنولوجيا عملاً خلافاً او مستحيلاً على أي شعب اذا اتيح له تربية العقل المنهجي أنه العقل الذي تعلم كيف يفكر . فالتكنولوجية : هي العملية الابداعية لمثل هذا العقل المنهجي وليس هذا العقل وليد المصادفة بل إن التربية أهم عوامل بنائه. فإذا ما أفادت التربية من هذه الحقيقة كان لها دور في تقليص الفجوة بين التخلف والتقدم ، اما التقدم الحقيقي فقياس بمدى احترام الانسان في حد ذاته. فاحترام العقل والانسان مؤشرات للصعود ولو جزئياً – في دروب التقدم المجتمع ، ولاشك أن الحضارة الاسلامية العظيمة شيدت حسب منهجية هذا التوجه الذي يتجلى في الدعوة الى التفكير والتدبر (دي بونو، 2001: 12-13).
وقد وردت في القرآن الكريم آيات كثيرة تدعو الى التفكير ومنها قوله تعالى " افلايتدبورن القرآن أم على قلوبٍ افعالها " " محمد 24" وان اهم ما يميز الانسان على الكائناتا الاخرى هو قدرته على التفكير ولعل من اهم وظيفته للعقل هو التفكير.
لذلك تزايد الاهتمام مؤخراً بدراسة وظائف النصفين الكرويين للمخ وعلاقاتهما بالنشاط المعرفي (عيسى ، 1983: 97).
أذ دلت الدراسات والابحاث على ان نصفب كرة الدماغ تمايزان عن بعضهما البعض وظيفياً اثناء مراحل النضج و خاصة اثناء المرحلة الحرجة لتطور مراكز اللغة والكلام (أغا ،1981: 97).
ومن هنا تبرز اهمية البحث في ضرورة معرفة مهارات التفكير لنصفي الدماغ من اجل تحفيز وتعزيز وظائف كلا النصفين بصورة منظمة في المؤسسات التربوية مع ادخال برامج تربوية تحفز هذه المهارات (Goker, 1995:14).