أهمية البحث ومشكلته:- تعد الطفولة من أهم المراحل العمرية في حياة الإنسان اذ يكون فيها الطفل غضاً من النواحي الجسمية والعقلية والنفسية، شديد القابلية للتأثر بالعوامل المختلفة المحيطة به الأمر الذي يبرز أهمية السنوات الخمس الأولى في تكوين شخصيته بصورة تترك طابعها فيه طيلة حياته. ومن أهم سمات هذه المرحلة نمو القوى العقلية والجسمية والنفسية، ومن جوانب نمو الطفل العقلية هي المفاهيم التي يكتسبها بحكم البيئة التي يعيش فيها، ومن المؤكد أن رياض الأطفال هي البيئة الأساس الثانية التي يعيش فيها الطفل ساعات حياته اليومية ومن منهج الروضة اليومي وخبراته مع أقرانه وخبراته مع معلماته يكتسب العديد من المفاهيم الأساسية في الحياة (الألوسي،1983، 114).
وفي الروضة يكتسب الأطفال العديد من الخبرات اليومية، تقدم لهم ضمن منهج الروضة، وكذلك بعض المفاهيم والمعلومات والمعارف بشتى أنواعها، وتكون معلمة الأطفال هي المسؤولة عن تقديمها لهم باستخدام أنواع من الوسائل التعليمية والأنشطة والفعاليات والتي تؤديها مع الأطفال، حيث تحوي المناهج الدراسية مفاهيم متعددة لكن لم يثبت تماماً إن هذه المفاهيم قد تكونت لدى المتعلم بصورة تامة وصحيحة (القباطي، 1996، 2) وقد أشار (زيتون، 1994) إلى أن وجود بعض الصعوبات في تعلم المفاهيم واكتسابها يرجع إلى عوامل عديدة منها تفاوت المفاهيم من حيث تعدد أنواعها، فمنها البسيط والمعقد ومنها المحسوس وكذلك المجرد. (زيتون، 1994، 80)
وكما يشير بياجيه في نظرياته العلمية في إن مفاهيم الأطفال تقسم وفقاً لخصائص مرحلتهم العمرية فتكون في مرحلة الطفولة بعمر (2-7) سنة إلى طورين مهمين هما الطور الأول الذي يبدأ من (2-4) سنوات والثاني الذي يكون بـ(4-7) سنوات حيث ينتقل الطفل من البنى الحسية الحركية إلى مرحلة التفكير المحسوس وهي مرحلة ما قبل المفاهيم حيث يكتسب الطفل اللغة ثم تبدأ مرحلة تكوين المفاهيم بالاعتماد على المحسوس بمن حوله من أدوات (إبراهيم، 1998، 31).
وعلى هذا النحو عمل الباحثون في مجال التربية والتعليم على دراسة العوامل التي لها أثر في سير العملية التعليمية ورفع كفائتها ومنها كفاية اكتساب المفاهيم العلمية واستبقائها وتطبيقها ومدى الاحتفاظ بها في أطول وقت ممكن من قبل التلامذة. (Watson,1986 ,60)
ومن الدراسات التي اهتمت بهذا المجال دراسة (العكيلي، 1997) (الاسدي،1991) (السعدي،1999) (الحجامي،2001) اذ وجدت إن صعوبة اكتساب المفاهيم ناتج عن تفاوت المفاهيم العلمية نفسها من حيث أنواعها وتعقيدها وتجريدها وعدم استخدام المعلمين والمعلمات لوسائل تعليمية وإتباع طرق تدريس فعالة ترفع من مستوى كفاية اكتساب المفاهيم وتتفق هذه النتيجة مع (زيتون،2001). (زيتون،2001، 81-85)، (إبراهيم،1994، 114).
ومن ذلك تظهر مشكلة البحث، فما هي المفاهيم العلمية في العلوم والحساب والفيزياء والكيمياء التي يكتسبها طفل الروضة في روضته، فما الذي يضمن منهج الروضة من مفاهيم العلوم والحساب والفيزياء والكيمياء من وجهة نظر معلماتهم؟
ومن الإجابة على هذا السؤال، والبحث في الموضوع الحالي تظهر أهمية البحث الحالي، حيث إن أهمية المفاهيم العلمية في عمليتي تعليم وتعلم المفاهيم لا تتضح فقط فيما أكدته الأدبيات المختلفة التي تناولت هذا المنحى، بل تتضح ايضاً من إن هدفاً أساسياً من أهداف تعليم العلوم باختلافها هو اكتساب المتعلم بأي مرحلة عمرية تعليمية المفاهيم العلمية المناسبة لتلك المرحلة وبقائها والاحتفاظ بها، فضلا عن اعتبارها من أساسيات العلم والمعرفة العلمية التي تفيد في فهم هيكله العام ومساعدة المتعلم على تفسير المواقف أو الأحداث الجديدة أو غير المألوفة وهذا يساعد على انتقال أثر التعلم (لبيب،1974، 98).
ان تعلم واكتساب المفاهيم العلمية يشكل البنية الأساسية للتعلم الأكثر تقدماً لتعلم المبادئ وحل المشكلات، كذلك يساعد على انتقال أثر التعلم وبقائه مع المتعلم في مواقف وخبرات جديدة. (السعيد،1993، 25)
فالمفاهيم العلمية تساعد المتعلم على وضع نظام لترتيب المعلومات والخبرات والتجارب فهي تشكل نظاماً لحفظ المعاني ووضع المعلومات في مكانها المعرفي المناسب لجعلها أكثر وضوحاً (الجبر وسر الختام،2000، 82) وتمثل المفاهيم وحدة بناء أي علم فهي بمثابة مفاتيحه ومن يمتلك ناصيتها يستطيع الكشف عن مجالات العلم المختلفة. (محمد،1989، 881)
كذلك يؤكد (الزيود وآخرون، 1989) على أهمية المفاهيم في اختزال التعقد البيئي إذ أن تعلمها يساعد على إدراك أوجه التشابه ووضع الشيء في فئته الصحيحة فضلاً عن توجيه النشاط التعليمي وتسهيل عملية التعلم (الزيود، 1989، 112-113).
لذلك تحتل المفاهيم العلمية مكانة متميزة في بنية العملية التعليمية وذلك لأنها من أهم مكونات المحتوى التعليمي. (نزال، 2001، 36)