التعلم هو المظهر الرئيسي في حياة البشرية المتحضرة ،الذي يعبر عن نشاطهم العقلي الذي وهبه الله سبحانه وتعالى ، وما على الإنسان ألا إن يستغل هذه إلهية الإلهية بأقصى ما يمكن للاستفادة منها, ومن هذا المنطلق لابد أن يعتمد المتعلم على طرق وأساليب منطقية في اكتساب المعرفة والتعامل مع المعلومات ومعالجتها ، وتعرف هذه (بأساليب التعلم styles learning) وهي الفروق الفردية في طرق التلقي والإدراك والتذكر والتفكير في تناول وتخزين المعلومات والاستفادة منها .
إذ يعتمد الغالبية من الطلبة على الحفظ الأصم أو السطحي دون الفهم والتحليل والتراكيب أو المقارنة والتطبيق ، فالحفظ عن ظهر قلب دون الفهم والاستيعاب يعد من أساليب التحصيل والتعلم السيئة ، في حين يجب على الطالب أن يربط ما يقرأ ، بحياتيه الشخصية والعملية ويطبقها في بيئته كي ترسخ المعلومات في ذهنه دون الكثير من العناء , وان لا يعتد في دراسته التحصيلية على التذكر وحدة ، وإنما ينبغي أن يفكر فيما يقرأ وان يستخدم كل حواسه في أثناء القراءة واكتساب المعلومات وان يستوعب ويفهم تطبيقات ما يقرأه ويوظفه لدمجه مع خبراته وان يكون تفكيره تفكير نقديا"، وكل هذه العمليات العقلية تتأثر بأساليب تعلمه.
وتتضح أحد جوانب مشكلة البحث فيما نسميه بخبرات الفشل في تذكر المادة الدراسية واستيعابها ، ومستوى الأداء في الامتحانات وتحقيق النجاح ، كما يؤدي الفشل أيضا" إلى الشعور بضعف القدرة على التذكر والاسترجاع والتفكير الواضح وكما يؤدي إلى الشك في قدرة المتعلم بنفسه على الأداء الجيد والى شعور مبالغ فيه بالقلق والخوف من تكرار هذا الفشل.ومن الجدير بالذكر إن طلبة معاهد الفنون يواجهون نمطا" من الدراسة تختلف يواجهه في المرحلة المتوسطة ، فهو يتحمل مسؤولية تعلمه بدرجة كبيرة ، لذلك فالأساليب التي يستخدمها للتعامل مع المعلومات واكتسابها وتخزينها واسترجاعها قد تختلف عن تلك التي استخدمها في المراحل التعليمية السابقة .