مهما كان السلوك الانساني بسيطا كطرفة العين او معقدا كحل مشكلة ما, فأنه يعتمد بشكل واضح على تكامل عدد كبير من العمليات داخل جسم الإنسان, وما يصدر عن الكائن البشري من سلوك خلافا للكائنات الحية الاخرى ليس مجرد استجابات, أو وروود فعل آلية بسيطة أو غريزية كما يحدث عند الحيوان, وإنما هي عبارة عن نشاط راق مركب, هادف قابل للارتقاء والتسامي . ويشير العلماء بهذا الصدد الى ان كل شيء موجود في الطبيعة يمكن ملاحظته باستعمال العمليات العقلية المعرفية.
فهناك اذا علاقة ارتباط عضوي وظيفي بين العقل والمعرفة, لان المعرفة تمثل نتاج عقلي محض , ولا يمكن فصل العقل عن وظيفته الاساسية التي تتمثل بالتفكير والادراك بصورهما المتعددة والتي تؤدي الى حصول المعرفة, بمساعدة بقية العمليات المعرفية.
وتتمثل العمليات المعرفية بـ ( التفكير، والإدراك ، و الإحساس ، والتذكر ، والانتباه).
و هي التي تميز الانسان عن سائر مخلوقات الارض, فنحن جميعا لا نستطيع ممارسة اعمالنا, دون الاعتماد على هذه العمليات, ودون الثقة بقدرتها على الوصول الى المعرفة.
(ملحم ، 2000 ، ص31-30) (الأزرق ، 2000 ، ص 110)
و لما كانت العمليات المعرفية تختلف من شخص لآخر تبعا لاختلاف الأشخاص فيما بينهم في القدرات العقلية المعرفية ، نتيجة عوامل متعددة أبرزها الوراثة و البيئة. لذا كان لابد من ان يعرج البحث على الفروق الفردية بين الأشخاص والتطبيقات التربوية لهذه الفروق