* مشكلة البحث والحاجة اليه:
تأتي أهمية هذا العلم وقوته ومدى الحاجة اليه لكل الناس وخاصة اللذين يريدون أن يغيروا عاداتهم السيئة ويأثروا في غيرهم ، أذ اكد المفكرون والقادة والمصلحون ورجال التربية أنه يجب على الإنسان ان يكون مثابراً ومجتهداً ومتقناً لعمله ، ومنظماً لوقته الى اخر القائمة الطويلة من مفردات الجودة ولم يقولوا كيف يمكن للانسان ان يفعل ذلك ؟ أن علم الهندسة النفسية استطاع ان يجيب. (التكريتي ، 1994: 7)
والبرمجة اللغوية العصبية هي خليط من العلوم والفلسفات والاعتقادات والممارسات ، تهدف تقنياتها لاعادة صياغة صورة الواقع في ذهن الإنسان من معتقدات ومدارك وتصورات وعادات وقدرات ، بحيث تصبح في داخل الفرد وذهنه لتنعكس على تصرفاته، يقول الدكتور وايت وددسمول " الـ NLP" عبارة عن مجموعة من الاشياء، ليس هناك شيء جديد في الـ "NLP" ، اخذنا بعض الامور التي نجحت في مكان معين ، وشيء آخر نجح في مكان " وان تقنية البرمجة اللغوية العصبية تهدف الى تنمية قدرة الفرد على الاتصال مع الاخرين ، وقدرته على محاماة ونمذجة المتميزين ولها باطن يركز على تنويم العقل الواعي بأحداث حالات وعي لزرع بعض الافكار ( ايجابية أو سلبية ) في ما يسمونه.
(اللاوعي) بعيداً عن سيطرة نعمة الافكار. (wood small, 1987, :23) ويذكر ستيفن هول S.Hull في قاموس للحركات الدينية أن البرمجة اللغوية العصبية هي من ادوات العهد الجديد الذي تستعير بوجه عام معتقداتها من الديانات الشرقية المتعلقة بنظرية وحدة الوجود وممارساتها من الخوارق الغربية والتي تتبنى بعض أو كل ما يلي : (1) الكل واحد ، وكل الواقع هو جزء من الكل ، (2) كل شيء هو الله ، والله كل شيء (3) لا يموت الرجل ابداً ، لكن يمكن أن يستمر ليعيش من خلال البعث (4) يمكن ان يخلق الرجل واقعه الخاص و/ او قيمة من خلال الوعي ( أبو معاذ، 2003: 4)
وبلا ريب ، فالناظر لامر البرمجة من زوايا وأبعاد مختلفة سوف يجد أنها عبارة عن خليط من العلوم والعقائد والافكار والفلسفات والمنطقيات واللغويات والفنون المختلفة لديه نظرة شمولية متجردة وفاحصة ، وكل عنصر منها يقود الى الاخر سيتتبع القرائن والدلائل الاتية:-
1-أصل وجذور البرمجة اللغوية العصبية واسسها ومكوناتها وفرضياتها وأدواتها وتطبيقاتها وسلبياتها وايجابياتها.
2-تداخلها بالعلوم الاخرى كعلم النفس والادارة والاجتماع.
اختلاطها بالعقائد والديانات والفلسفات والممارسات الشرقية والغربية.
( نفس المصدر السابق)
أن الذي يؤديه علم البرمجة اللغوية العصبية ويسعى اليه هو أعادة برمجه الإنسان من خلال اللغة للاخر او من خلال الاعصاب والعمليات العقلية العليا (الادراك ، والتفكير ، التذكر ،… الخ) للذات فالجهاز العصبي هو الذي يتحكم في كافة تفاعلات الفرد السلوكية والفكرية وهو بذلك يشبه عقل الإنسان بجهاز الحاسب الالي بمعنى أنه بالمقدور أن تتم برمجة الحاسب الالي على اية برامج او اشياء نريدها وهو ما يمكن كذلك مع الإنسان.
فعندما نشتري جهاز الكومبيوتر يكون كأي جهاز كومبيوتر جديد، يحتوي على الاجزاء المعروفة ، ولكن بعد أن تستعمله لفترة من الزمن ( سنة او سنتين مثلاً) ستكون في الجهاز برامج ونصوص ، كذلك الإنسان فهو يولد على الفطرة فابواه يهودانه ويمجسانه فالانسان يكتسب من ( ابويه ، اسرته ، اصدقائه، المدرسة ، الخ….) معتقداته وسلوكه وطريقة تفكيره عن طريق حواسه ( مدركاته) ، وعن طريق اللغة التي يسمعها ويقرأها عندما يتعلم القراءة. (الفقي، 2003: 4)
تذهب جميع هذه المعلومات الى دماغه وجهازه العصبي فيكون عالم خاص به ولا يكون لديه ألا ذلك العالم الذي تشكل في ذهنه عن طريق المجالات التالية:
- البصر ، 2- السمع ،3-اللمس ، 4-الشم ، 5-الذوق ، 6- الحساسية لحركات الجسم ، 7- الحساسية الحشوية.
ولهذا العالم الواقعي ، الذي تبلغنا حواسنا عنه شهادة ناقصة يختلف اختلافاً عميقاً عن العالم المحسوس الذي يشيده مخنا ، ذلك ان المخ يقوم تبعاً للحاجات ، بدلالة الخبرة الماضية والموقف الراهن والاغراض القريبة والبعيدة ، يفرز المعطيات الحسية ، والربط بينها وتجميعها في مجموعات ذات دلالة ، واختبارات القدرة الاداركية شواهد على نشاط الفكر التمييزي والتوحيدي. ( الجسماني ، 1998 :13)
ومن هنا نستطيع القول ان الإنسان يستطيع تغير العالم عن طريق تغيير ما في دهنه، أما كيف يمكن تغيير ما في ذهنه؟ هذا ما تجيب سعنه الهندسة النفسية وربما يتضح السبب في تسميتها الهندسية وذلك لما تضمنته من عمليات (تصميم ، تطوير ، انشاء ، صياغة).
فالهندسة النفسية طريقة او وسيلة تعين الإنسان على تغيير نفسه، اصلاح تفكيره ، سلوكه ، وتنقية عاداته وشحذ همته وتنمية ملكاته ومهاراته وكذلك هي طريقة تعين الإنسان على التاثير في غيره عن طريق معرفة كيف يفكر الاخر؟ أذن لهذا العلم وظيفتان هما (التغير ، التاثير). (التكريتي ، 1994: 9) ولابد ان نشير هنا الى اهمية هذا العلم من بل المؤسسات الرسمية وغير الرسمية في البلاد العربية على أمل ان يتم نقل هذه (التكنلوجيا) الجديدة للافادة منها خاصة اذا ما علمنا ان تطبيقاتها تمتد لتشمل مجالات كثيرة كالتربية ويمكن القول انه علم يكشف لنا عالم الإنسان الداخلي وطاقاته الكامنة ويمدنا بادوات ومهارات نستطيع بها على شخصية الإنسان، وطريقة تفكيره وسلوكه وادائه وقيمة والعوائق التي تقف في طريقة ابداعه وتفوقه، كما يمدنا بأدوات وطرائق يمكن بها أحداث التغيير الايجابي المطلوب في تفكير الإنسان وسلوكه وشعوره، وقدرته على تحقيق أهدافه كل ذلك وفق قوانين تجريبية يمكن ان تختبر وتقاس.
(التكريتي، 1994: 9)
كثيرة كالتربية والتعليم والصحة النفسية والجسدية ، الرياضة والالعاب ، الاعمال والتجارة ، المهارات والتدريب والجوانب الشخصية والعاطفية.
هدف البحث : يهدف البحث الحالي التعرف على علم البرمجة اللغوية العصبية من حيث مفهومها وتطبيقاتها.
حدود البحث : حدد البحث على النظريات والادبيات التي تحدثت عن علم البرمجة اللغوية العصبية.