يعد الدين من أكثر المتغيرات تأثيرا في سلوك البشر بصورة عامة ، وفي شخصياتهم وصحتهم النفسية بصورة خاصة .
ولأحداث الحياة والأزمات والشدائد تأثيرها الكبير في هذا المتغير وفي مدى تمسك الناس بقيمهم الدينية .
وفي العراق ، لا تخفى علينا المآسي والأزمات والشدائد التي مر ويمر بها البلد مما قد يزعزع ثقة الناس بمعتقداتهم وقيمهم ، ومن جانب آخر فان دخول المحتل إلى أرض الوطن قد يعزز بعض القيم الدينية والمتمثلة بقيم الجهاد والاستشهاد لمقاومة المحتل فضلاً عن ظهور قوى متشددة أرادت أن تطبق تعليمات دينية متطرفة قد يجعل البعض مضطرا للتمسك بها ظاهريا منتقدا لها جوهريا .
وعلى الرغم الكثير من الدراسات التي حاولت دراسة هذا المتغير ، الا ان معظم المشتغلين بدراسته يعترفون بعدم كفاية هذه الدراسات .
وبناء على ما تقدم قامت هذه الدراسة على عينة من ( 300 ) عراقية محجبات وغير محجبات لمعرفة مدى توجههن الديني بشكل عام فضلاً عن الى التعرف على الفروق بين المجموعتين ( محجبات ، غير محجبات ) في توجهاتهن الدينية الجوهرية والظاهرية .
وأستخدم في هذه الدراسة المقياس المعد من قبل ( الاعرجي ، 2007 ) لقياس التوجه الديني بنوعيه ( جوهري ، ظاهري ) وطبق على عينة من مدينة بغداد لعام 2009 م .
وأظهرت نتائج البحث ان التوجه الديني للمرأة العراقية بشكل عام كان متوسطا ، فهي لا تميل الى التطرف كما انها غير متسيبة .
كما أظهرت النتائج ان المحجبات أكثر توجها دينيا من غيرالمحجبات وظهر هذا الفرق في التوجه الديني الجوهري ، بينما كانت مجموعة غير المحجبات أكثر توجها دينيا ظاهريا من غير المحجبات.
ثم قدم الباحث بعض التوصيات والمقترحات التي يعتقد انها ضرورية وفقا لنتائج هذا البحث ووفقا لما اطلع عليه من الدراسات والأدبيات السابقة في هذا الميدان .