يُعد المراهقون أهم عنصر من عناصر المجتمع المنتج والمتقدم، وذلك لأنهم يمثلون أهم الموارد البشرية ويمثلون الركيزة الأساسية والطاقة الفعالة التي يعتمد عليها في دفع عجلة التنمية وتحقيقها بكل أبعادها، لذلك يجب غرس مفاهيم الأمن الفكري في نفوس وعقول المراهقين لما في ذلك من أهمية للتصدي لكل أنواع المؤثرات التي قد تؤدي إلى الانحرافات الفكرية، وذلك من خلال فهمهم للقضايا الإنسانية والاجتماعية والثقافية، والمواطنة الرقمية لها دور كبير في فهم السلوكيات الشرعية والأخلاقية التي لها صلة بالتكنولوجيا، وتعليم المهارات الرقمية اللازمة لتنمية وعي المراهقين بمسؤولياتهم وحقوقهم أثناء استخدام التكنولوجيا الرقمية، لذلك كان من أهم أهداف الدراسة التعرف على العلاقة بين المواطنة الرقمية والانحراف الفكري لدى عينة المراهقين، وعن إمكانية التنبؤ بالانحراف الفكري من خلال المواطنة الرقمية، والتعرف على الفروق في مستوى المواطنة الرقمية والانحراف الفكري لدى عينة من المراهقين في مدينة جدة ، ومن أجل تحقيق هذه الأهداف اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التنبؤي، واستخدمت الباحثة الاستبيانات لجمع البيانات، وتم التطبيق على (657) طالبًا وطالبة بالمرحلتين المتوسطة والثانوية وذلك عن طريق توزيع استبانة إلكترونية، وكشفت النتائج عن وجود علاقة ارتباطية عكسية ودالة إحصائياً بين المواطنة الرقمية والانحراف الفكري، وتدعم نتائج الدراسة إمكانية التنبؤ بالانحراف الفكري عند انخفاض المواطنة الرقمية لدى المراهق. وأخيرا أظهرت النتائج عند دراسة الفروق بين المراهقين تبعا لجنسهم؛ لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات استجابات المراهقين في مستوى المواطنة الرقمية لدى عينة المراهقين في بعدي (التعليم-الحماية) ماعدا بعد (الاحترام) كان مرتفعًا لصالح الإناث، ودعمت النتائج عدم وجود فروق ذات دلالة احصائية بين متوسطات استجابات المراهقين في مستوى الانحراف الفكري في بعدي(عدم التسامح-الغلو) ماعدا بعد (التعصب) كان مرتفعًا لصالح الذكور، كما كشفت النتائج عند المقارنة تبعا للمرحلة الدراسية للمراهق؛ وجود فروق ذات دلالة احصائية بين متوسطات استجابات أفراد العينة في مستوى المواطنة الرقمية في بعد (الاحترام) وذلك لصالح المرحلة الثانوية، وفي بعد (الحماية) وذلك لصالح المرحلة المتوسطة، كما أنه لا يوجد فروق ذات دلالة احصائية بين متوسطات استجابات أفراد العينة في مستوى أبعاد الانحراف الفكري تعزى لمتغير المرحلة الدراسية ماعدا بعد ( الغُلو) كان لصالح المرحلة المتوسطة.