المستخلص:
يُمثِّل النمو السريع لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والابتكار في الأنظمة الرقمية ثورة غيَّرت بشكل جذري الطريقة التي يفكر بها الناس ويتصرفون ويتواصلون ويكسبون رزقهم. لقد أوجدت هذه الثورة الرقمية طرقاً جديدة لخلق المعرفة وتثقيف الناس ونشر المعلومات. حيث سيتأثر كل جانب من جوانب الحياة في نهاية المطاف بطريقة أو بأخرى بالعصر الرقمي، إذا لم يكن قد تأثر بالفعل. فقد استثمر التعليم هذا التقدم بتأسيس تعليم متكامل ، يعتمد على هذه التقنيات الجديدة التي تعطي فرصاً تعليمية جديدة تتحدى المدارس التقليدية التي تعتمد على الطرق والوسائل القديمة، ولما يتميز به التعليم التقليدي من فوائد متعددة يكتسبها الافراد ، بصقل مهاراتهم الاجتماعية والتدريب على الالتزام والانضباط، ظهر مفهوم مبتكر يشمل مزايا كل من التدريس التقليدي في الفصل الدراسي والتعلم المدعوم بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، الا وهو التعليم المدمج الذي مزج بين البيئات الافتراضية والمادية ، واتاح للأشخاص من جميع الأعمار متابعة التعلم خارج المدرسة وفقًا لشروطهم الخاصة ، فلم يعد التعليم ملزم بمكان وزمان معين . وبالتالي ادى ذلك الى وجوب وضع استراتيجية بديلة لمواجهة الثورة الرقمية ومستجدات البيئة الخارجية. وتأتي اهمية الورقة، في دراسة مفهوم الثورة الرقمية والاليات الخاصة بها، وصولا الى استحداث كيان حضري ملم بجميع التحولات الاجتماعية والتكنولوجية والبيئية والاقتصادية، والذي جاء بصورة المدرسة المجتمعية التي تشارك في جهد مجتمعي لتنسيق وتقديم الخدمات التعليمية والاجتماعية والإنمائية والصحية وغيرها من الخدمات المجتمعية، من خلال اقامة الشراكات مع الأسر واصحاب المصلحة، في برامج تخدم المجتمع المحلي وتناسب حاجاته ومتطلباته، بحيث يتم تنفيذ هذه البرامج باستخدام مباني المدارس ومرافقها.