يتمثل الباعث في الجرائم عموماً ، وفي الجريمة الارهابية خاصة عنصراً مهماً في رسم السياسة الجزائية للتجريم والعقاب، وتعد البواعث من المكونات النفسية المهمة التي ترتبط بعملية التجريم، والمسؤولية الجزائية ، وفاعلية الردع الجزائي.
ويكتسب الباعث أهميته بخاصة في الجريمة الارهابية التي اصبحت تمثل خطراً مما يهدد كيان الدول وامن واستقرار المجتمع على الصعيد الوطني والدولي باستهداف حياة الآدميين وممتلكاتهم وحريتهم في الاعتقاد. فالجريمة الارهابية يسعى المجرم من خلالها الى خلق حالة من الذعر والخوف وبث اليأس في قلوب الافراد وتهديم كيان ومقومات المجتمع وبالتالي السعي الى فرض رؤية وايديولوجية على المجتمع ككل.
ولعل ما سبق ذكره يفسر الاهتمام التشريعي المتصاعد بالبواعث التي تدفع الارهابين لتحقيق غاياتهم الارهابية، تلك البواعث الارهابية التي تكمن وراء السلوك الارهابي وتحديد دور الباعث في تكوين القصد الجرمي ويجعل منه (الباعث) محوراً لأي سياسة جزائية فاعله ويتطلب ذلك اعتباره جزء لا يتجزأ من النموذج التشريعي للجريمة الارهابية ، وهو ما يمثل جوهر هذا البحث.
لذلك قسمنا هذا الموضوع على ثلاثة مباحث تسبقها مقدمة ، خصصنا الاول لدراسة مفهوم الباعث، وافردنا المبحث الثاني لدور الباعث الارهابي في الركن المادي للجريمة، وجعلنا المبحث الثالث والاخير لدور الباعث الارهابي في الركن المعنوي للجريمة، ثم اعقبنا ذلك بخاتمة ضمناها اهم ما توصلنا اليه من نتائج ومقترحات.
